قال مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح" إن هناك بعض الشخصيات التي لا تقدر ذاتها والمجهودات التي تقوم بها، ما يجعلها تقع في دائرة السلبية. وأوضح علوي أمراني أن تقديم الشخص لذاته رهين بإلمامه بالقيمة التي تستحقها باعتباره إنسانا، وأيضا يهم تقديره لكل ما يقوم به من إنجازات أو ما يصبو إليه من طموحات وأهداف على المدى القريب والمتوسط والبعيد. ويؤثر عدم تقدير الشخص لذاته سلبا على نفسيته، فهو لا يستطيع أن يرى جوانبها المشرقة، حسب علوي أمراني، بل يقتصر تركيزه على الجوانب المظلمة التي تشكل هاجسا في كل خطوة يكون على وشك القيام بها. "إن عدم تقدير الذات يشكل عائقا أمام بعض الأشخاص في كثير من الأمور، خاصة حين يتعلق الأمر باتخاذ مبادرات أو قرارات، إذ يكون لديهم هاجس التردد والخوف من الفشل"، يقول علوي أمراني، موضحا "هناك بعض المجتمعات التي تعتبر الفشل أمرا مهما وتجربة من شأنها أن يتعلم منها الشخص الكثير، بل هو طريق نحو النجاح، بينما في أغلب المجتمعات العربية يكون عكس ذلك". واسترسل أمراني قائلا إن عدم اتخاذ الشخص الذي لا يقدر ذاته قرارا ما يعكس رغبته في الحفاظ على صورته في عيون المحيطين به ما يجعله حريصا على تفادي الفشل حتى في أبسط الأمور. وعدم تقدير الشخص لذاته يكون أيضا وراء توتر علاقته بمحطيه، خاصة إذا تعلق الأمر بشريك حياة يتمتع بشخصية شجاعة، يقول علوي أمراني "هنا يواجه الشخص غير المقدر لذاته صعوبات لأنه يكون نقيضا لشريك حياته". واعتبر علوي أمراني أن عدم تقدير الذات يؤكد وقوع الشخص في السلبية التامة، مشيرا إلى أن ذلك يرتبط بعدة عوامل منها وراثية وأخرى ناتجة عن التربية. وأكد علوي أمراني أنه في كثير من الأحيان لا يدرك الشخص أنه لا يقدر ذاته، الأمر الذي يحتاج معه إلى متابعة من قبل مدرب تنمية ذاتية لمساعدته على الخروج من دائرة السلبية والتحلي بالشجاعة في اتخاذ قرارات أو القيام بخطوات مهمة في مساره الخاص والمهني. أمينة كندي