قلل الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، من شأن الارتفاع الأخير في حالات الإصابة ب"كوفيد 19"، معتبرا أنه "طفيف" و"دون تأثير يذكر على الحالات الحرجة أو الوفيات"، لكنه يتطلب، مع ذلك، اليقظة والمزيد من التلقيح والقيام بجميع التدابير الضرورية لكسر سلسلة انتقال الفيروس وكبحها. وأوضح حمضي أن الأرقام التي تم الإعلان عنها متواضعة على مستوى الوضع الوبائي، لكنها تشهد على بداية محتملة لارتفاع المؤشرات، رغم أن الأرقام المتعلقة بحالات الخطورة والوفيات ومعدل ملء أسرة الإنعاش مطمئنة. وعزا حمضي هذا الارتفاع إلى العديد من الأسباب، من بينها عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، وانتشار المتحور الفرعي (BA.2) الذي يعتبر أكثر انتقالا، عبر العالم، مما أدى إلى تسريع الإصابات بالفيروس، إضافة إلى تراجع المناعة المكتسبة من التلقيح أو من الإصابات السابقة، مع مرور الوقت، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين لم يستكملوا جرعاتهم. وطمأن حمضي المواطنين بأن المنظومة الصحية محمية اليوم من تهديدات الضغط، بفضل المناعة الجماعية التي وصل إليها المغرب، مضيفا أن الخطر الفردي يظل قائما، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 سنة أو الذين يعانون أمراضا مزمنة مثل السكري وضغط الدم والسرطان وغيرها، والذين يواجهون خطر الإصابات الحرجة والخطيرة ب"كوفيد 19"، التي سيتم رصدها بشكل يومي وبشكل متزايد مع تسارع انتشار الفيروس، دون أن يعني ذلك أنها قد تعرقل عمل المستشفيات أو الحياة الاجتماعية. وأوصى حمضي بضرورة تحمل الأفراد مسؤوليتهم لحماية أنفسهم والأشخاص المحيطين بهم، خاصة الأكثر هشاشة، وبتهوية الأماكن المغلقة وتفادي التجمعات الكبرى وارتداء الكمامة داخلها، وقضاء أقل فترة زمنية فيها، وتدبير التجمعات بشكل دقيق، والالتزام بالإجراءات الوقائية خلال هذه الأنشطة. ويتوقع حمضي، أن يعرف المغرب ارتفاعا في حالات الإصابة بالفيروسات، ومن بينها "كوفيد 19" في فصل الشتاء المقبل، بما في ذلك متحوراته الفرعية الجديدة، التي لم تسجل بعد على مستوى التراب الوطني، والتي من المؤكد أنها ستنضاف إلى لائحة متحورات الجائحة. نورا الفواري