المسرحية تعالج الفوضى التي تسود المؤسسات الفنية قدمت أخيرا فرقة "منيرفيا" للمسرح والثقافة مسرحيتها الجديدة الموسومة ب"سوق لكلام"، بمسرح الحي البرتغالي بالجديدة. ويندرج هذا العمل، ضمن برنامج"مهرجان مزاغان"، المنظم من بمناسبة شهر رمضان الماضي، من قبل فيدراليات"مزاغان" للفرق المسرحية. وكتب المسرحية أحمد مخنت وكلف بالدراماتورجيا والإخراج ياسين الخمليشي. وقامت بتشخيص الأدوار كنزة درازوجميلة يوسفي وياسين الخمليشي وأحمد مخنت. وأسندت مهمة الموسيقى التصويرية لياسين زبيدي والسينوغرافيا للمهدي العتامي والملابس لجميلة يوسفي، في حين حرص جمال غزال على الإدارة الفنية. وتدور أحداث هذا العرض في مؤسسة فنية، يديرها المسمى "أبو الفنون"بمساعدةالمدعو "البرق". وتهتم هذه المؤسسة بانتقاء أحسن العروض الفنية التي تقدمها شخصيات مثل "مادونا" و"ناريمان" و"مادلين" و"نحيلة" و"منشار". وأكد أمين حارسي، المكلف بالعلاقات العامة والخارجية، أن هذه العملية، قدمت في قالب ساخر وهزلي، تتحكم فيه بعض الممارسات الغامضة، ليتم فيه قبول الأعمال غير المكتملة من حيث الحبكة، والاحتراف الفني، والتي تفتقد أيضا للرقي والتميز والإبداع، الذي يليق بالفن كأسمى قيمة في هذا الوجود. وأضاف حارسي أن النسق الفني للمسرحية نفسها، يسير في اتجاه التنديد بهذه الممارسات ويدعو إلى الابتعاد عن الابتذال والاستهتار بالأعمال الفنية كقيمة داخل المجتمع، ويرفض سياسة المصلحة والاسترزاق، ويدعو إلى تبني الجودة والنزاهة الفكرية. من جهة أخرى، يستحضر هذا العرض المسرحي مشاهد من الكوميديا السوداء والعبث السردي، لنفض الغبار عن المسكوت عنه عبر الرمزية والإيحائية. وترك العرض ذاته، صدى طيبا لدى المتفرجين، الذين تفاعلوا مع أغلب مشاهده، ووقفوا طويلا وصفقوا كثيرا للمشاركين في المسرحية عقب نهايته. وعرف مسرح الحي البرتغالي (الكنسية القديمة) طيلة شهر رمضان عرض العديد من الأنشطة المسرحية، بعد ما تعذر عرضها بمسرح عفيفي الذي كان يخضع لبعض الإصلاحات. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)