أمسية تراثية بأزمور واستعادة قصائد الشاعر الذي عاش في القرن 19 نظمت الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة، بشراكة مع المجلس الجماعي لأزمور وبتنسيق مع حركة معا إلى جانب جمعية أحمد برقية للملحون، ليلة رمضانية، أخيرا، بقاعة بلدية أزمور. وجاء تنظيم هذه الأمسية الفنية، احتفاء بأحد رموز شعر الملحون الأزموري خاصة والمغربي عامة، الشاعر أحمد بن العربي برقية، المتوفي سنة 1886، والذي عاش خلال فترة السلطان محمد بن عبد الرحمان والسلطان الحســــــــــــــن الأول، والمعروف بقصيدته "جمهور أولياء آزمور"، التي تعتبر "مونوغرافيا" وافية لأهم أعلام التصوف المحليين وأولياء المدينة. وعرفت الأمسية الفنية، التي حضرها جمع غفير من عشاق فن الملحون بآزمور والنواحي،مشاركة الطائفة العيساوية برئاسة الشريف حسن بنخامة. وأثثها جوق أحمد برقية برئاسة كل من الشيخ عبد المجيد الرحيمي والشيخ حمزة البوخليفي إلى جانب المنشدات، إيقونات فن الملحون بأزمور، هاجر ازهوري وأختها سارة ازهوري وشيماء الرداف، اللواتي أمتعن الجمهور الحاضر بباقة من القصائد التراثية، من نظم شعراء ينتسبون لمدينة أزمور من قبيل أحمد برقية وواجو وإدريس رحمون. وفي تصريح لرئيس الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة عبد اللطيف البيدوري، أكد لـ "الصباح"، أن هذا الحفل يدخل في إطار اهتمام الجمعية بهذا الموروث الفني والثقافي اللامادي الأصيل، الذي تفرض الضرورة الفنية والثقافية المحافظة عليه وصيانته. وأوضح أن مدينة أزمور تعتبر مهدا حقيقيا له، نتيجة مرور واستقرار شعراء وفنانين بها، ونوه بإبداعاتهم في هذا المجال، مبرزا أهمية هذا الملتقى لما له من دور إشعاعي تربوي، يذكر الأجيال بهؤلاء الشعراء والفنانين من جهة، ومن جهة أخرى يرسخ إحياء هذا التراث الفني المغربي الأصيل المتجذر في أعماق التاريخ. من جهته، سارت كلمة عضو جمعية معا بأزمور الدكتور عبد الفتاح الفاقيد في الاتجاه نفسه، وأكدت هي الأخرى على أن هذه الليلة،اعتراف حقيقي لمدينة أزمور بأنها عاصمة للملحون بامتياز، وتنفرد بريادتها له، لأنها أنجبت أبرز الشعراء في هذا الفن من قبيل المحتفى به سي أحمد برقية إلى جانب مبدعين آخرين. وتبقى الإشارة إلى أن الشاعر أحمد برقية عرف أيضا بنظمه لقصيدة الحراز وقصيدة خلخال عويشة. ونوه الشيخ عبد المجيد رحيمي بالشباب والشابات المنضوين تحت الجوق نفسه، الذين واللواتي تمكنوا وتمكن من فرض أسمائهم وأسمائهن في أكبر ملتقيات الملحون وعواصمه السبع. أحمد ذو الرشاد (أزمور)