الديوان موزع على العشق والشجن والآهات وقعت الشاعرة حياة نخلي، أخيرا الجزء الأول من ديوانها الموسوم ب"سيمفونيات"، والصادر عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء، يقع في 142 صفحة من الحجم المتوسط. وصمم غلافه الفنان بوشعيب أرسلان. ويعتبر ديوان "سيمفونيات" التجربة الثانية للشاعرة نفسها بعد ديوانها الأول "ترانيم الروح" الصادر سنة 2011 ويحتوي على ستين قصيدة، موزعة على ثلاث سيمفونيات وهي سيمفونية العشق وسيمفونية الشجن وسيمفونية الآهات. وقدم للديوان نفسه الكاتب والناقد الحبيب الدايم ربي، الذي يقول: "بإصدارها لديوان ثان، تكون الشاعرة حياة نخلي، قد حسمت خيارها الإبداعي بالانتصار إلى القريض المتحرر من اشتراطات الخليل وتلميذه الأخفش، ضمن إبدال تقتضيه الشعرية العربية في اللحظة الراهنة، حيث التوق إلى الانعتاق عقيدة". ولا شك أنها بهذا، يقول الدايم ربي، "تكون قد أدركت حجم المجازفات التي ركبتها عن قناعة، وهي تخوض "مجهول البيان" بما يليق بالشواعر من إصرار، سيما وأنها تعي جيدا، كما يعي غيرها، أن سوق الشعر اليوم، تعد نافقة، وأن جمهوره أضحى مجرد "قلة صاخبة" ما تزال تتمسك بحقها في "الجمال"، في وقت عمت البشاعة العالم وشغلت الناس. من تم، فإن ما يعنيها، (أي الشاعرة) هو أن تعزف "سيمفونياتها" على وتر الجرح الساكن طي الحنايا. ويضيف، لهذا أتت قصائدها حزينة، أسيانة، تشكو الزمن "الغدار" وخذلان الأقارب والأباعد، وتسائل الحياة والوجود، لكنها ما تنفك تمجد الحب قيمة إنسانية مرجأة، في حياتنا، تتخيله ك"أحلام ليل" هاربة، لكنها متكررة في شكل صور وذكريات، حينا، وفي شكل كوابيس، حينا آخر. ولأن "أحلام الليل" أكثر رسوخا من أحلام النهار فإنها تتخذ لديها طابعا بوحيا تستوحي فيه الذات الشاعرة "الذي كان" في وهجه، بقدر من الشجن والحسرة والشفافية. تعيد ترميم اللحظات الهاربة كما لو كانت تطارد "أشعة متأبية" وهي بالتالي تذهب، رأسا، إلى مكمن النزف، فتصدح شادية على كمنجات الحنين "آه ياليل، آه ياعين". يقول عز الدين ماعزي كاتب وشاعر: "ديوانٌ.. يجعلك تحسّ بقيمة الجمال، يجعلك تفتش عن نفسك وتبحث عن متنفس عما لم تبصره سابقا. تحيلك الألوان ووجود مساحات الحزن المتراكمة والإقامة مع الآهات مع دلالة النداء والفقد. ديوان يغري بالقراءة والمتابعة، تمتزج فيه الكلمة باللّحن، بالموسيقى بالألوان.يحضر الإيقاع الداخلي المموسق ورنين الحروف المتماوجة بعناوين أغلبها نكرات أو مضافة لسؤال أو بصيغة جواب". أحمد ذو الرشاد (الجديدة)