إقبال على الحلويات والهدايا ومحلات بيع المشروبات الكحولية ودع المغاربة 2021 بطريقة محتشمة، إذ فرضت عليهم إجراءات الحظر الليلي، وإغلاق المطاعم والحانات والملاهي الليلية، التوجه نحو الاحتفال المنزلي، ما دفعهم في الأيام والساعات الأخيرة، التي سبقت ليلة رأس السنة، إلى الإقبال على محلات بيع المشروبات الكحولية، وباعة الحلويات والهدايا، في محاولة لإيجاد بديل ينسيهم قرارات الحجر على الاحتفالات خارج المنازل. إنجاز: عصام الناصيري كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا، حينما نشب عراك أمام بوابة أحد المتاجر الكبرى، التي تبيع الخمور، بسبب منع شخص من الدخول قصد اقتناء قناني الجعة، إذ أخبره الحراس بأنه غير مرغوب فيه داخل المتجر، بالنظر إلى ثيابه الرثة وشعره الأشعت ولحيته المتسخة، وظل ذلك الشخص، الذي تبدو عليه علامات التشرد، يضايق باقي الأشخاص الذين ينتظرون في الطابور، ويطلب منهم أن يحضروا له مشروبا بدله لأنه ممنوع من الدخول، غير أنه بعد لحظات تدخل مسؤول لإجباره على المغادرة، ما أدى إلى اشتباك. إقبال على الحلويات لم تسلم محلات بيع الحلويات بدورها، من الازدحام والإقبال على منتوجاتها، إذ يلاحظ أن جل المحلات بمنطقة المعاريف، كانت مكتظة عشية الخميس، فرغم أن الاحتفالات تبدأ الجمعة، إلا أن كثيرين قرروا اقتناء الحلويات قبل يوم، لتفادي نقصها أو زيادة الازدحام. وعاينت "الصباح" الكثير من الأمهات والآباء والشباب أيضا، داخل تلك المحلات، منهم من يقتني حلويات جاهزة، وآخرون يطلبون من العاملين تجهيز حلويات من اختيارهم، مثل تلك التي يكتب عليها أسماء الأشخاص أو عبارات محددة، من أجل استعمالها في إسعاد الشريك، وجعل تجربة الاحتفال استثنائية. وبالنسبة إلى أسعار الحلويات، فاشتكى بعض الزبائن من غلائها، خاصة في بعض المحلات الراقية، إذ أن بعض الأنواع وصل سعرها 400 درهم، بينما أرخصها كان يتراوح ما بين 90 درهما و120، أما النوع الموجه للاحتفالات العائلية، فإنه يفوق 500 درهم، ما دفع البعض إلى التعبير عن امتعاضه من هذه الأسعار. ورود وهدايا عادت الحياة من جديد إلى محلات بيع الهدايا بأحياء المعاريف التجارية، سواء تعلق الأمر بالأسواق داخل الأحياء، أو بالشوارع الرئيسية من قبيل شارع المسيرة، الذي كان يعج مثل عادته بالشباب، الراغبين في اقتناء الملابس والهدايا والأكسيسوارت، من محلات "الفرونشيز"، التي جهزت نفسها لهذه المناسبة، إذ وضع بعضها شجرة الاحتفال بـ "النويل" وأيضا بعض أشكال التزيين والبالونات وغيرها، إضافة إلى الأضواء من أجل جعل تجربة التسوق فريدة، وتتماشى مع سياق الاحتفالات. وأما بعض المحلات الأخرى، فلجأت إلى تقنية باقات وهدايا رأس السنة، فبالإضافة إلى التزيين والأضواء، وضعت رهن الزبائن باقات واقتراحات لهدايا يمكن شراؤها للشريك أو صديق أو أحد أفراد الأسرة، سواء تعلق الأمر بالملابس أو بعض الأكسسوارات والحلي وغيرها، ومارست متاجر بيع "الماكياج" الحيلة ذاتها، إذ قامت بتخصيص منطقة للهدايا، ووضعت باقات من المواد التي يمكن اقتناء هدية لشخص معين، حتى يجد الزبون اقتراحات سهلة، دون أن يشغل باله باختيار هدية لتقديمها. وأما باعة الورود فكانوا حاضرين بدورهم، إذ جلبوا كميات كبيرة من المعتاد، وحاولوا وضعها في واجهة المحلات من أجل لفت الانتباه، كما أنهم يدعون المارة لاقتناء باقات الورود، التي صممت أيضا لتقدم هدايا في رأس السنة، بعضها وضعت عليها كروت كتبت عليها عبارات الحب، وهو ما يظهر أن البيضاء دخلت في جو متكامل من الاحتفال، يبدأ بالحلويات وينتهي بالورود، ويزيد من تأكيد طابع هذه المدينة التجارية، التي تحول أي مناسبة كما كان نوعها، إلى فرصة للتجارة والتبادل. تسابق على الكحول عاينت "الصباح" تجمعات كبيرة أمام محلات بيع الكحول والمتاجر الكبرى المتخصصة في هذه التجارة، في اليومين الأخيرين اللذين سبقا ليلة الاحتفال، واضطرت المتاجر إلى اللجوء إلى خدمات حراس إضافيين، لتنظيم الزبائن لأنه في الأيام العادية لم تتعود على هذا الازدحام غير المسبوق، فرغم أنها تستقبل زبائن كثرا في بعض المناسبات، غير أن الكثير من الأشخاص كانوا يلجؤون إلى البارات والملاهي الليلية، من أجل احتساء مشروباتهم، لكن هذه السنة لن يتمكن كثيرون من ولوج هذه الفضاءات، الأمر الذي دفع بهم إلى اقتناء مشروباتهم، والاحتفال بالمنازل عوض الحانات والمراقص. وبالانتقال من محل إلى آخر، يظهر أن شيئا مختلفا هذه السنة، إذ أن أمام كل محل يصطف أشخاص في طابور، كما أن الجميع يقتني كميات أكبر من المعتاد، الأمر الذي يفسره أحد الزبائن الذي تحدث إلى "الصباح" قائلا "إن الجميع يحاول أن يتفادى الازدحام الذي يكون على المحلات في عشية الاحتفال، خوفا من نفاد مخزون بعض أنواع الخمور". وأضاف المتحدث ذاته، أن بعض الأشخاص الذين كانوا يحتفلون في "البارات"، فرض عليهم هذه السنة المكوث في منازلهم، على اعتبار أن فضاءات الاحتفال ستغلق أبوابها مبكرا، الأمر الذي يجعل زياراتها مجرد مضيعة للوقت، مؤكدا أن اللحظة الأهم في هذه المناسبة، هو منتصف الليل والاحتفالات التي تليه، أما الساعات الأولى من ليلة رأس السنة، فتكون عادية وليس فيها ما يدعو إلى مغادرة المنزل. ولاحظت "الصباح" في زياراتها إلى عدد من محلات بيع الخمور، أن بعض الأنواع نفدت عشية يوم الخميس، خاصة بعض أنواع الجعة، التي كان الجميع يطلبها، غير أن أصحاب محل يجيبون بأنها نفدت، ويدعون الزبائن إلى العودة صباح اليوم الموالي، لأن بعض الزبائن اقتنوها بأعداد كبيرة، ما أدى إلى نفادها.