“أوميكـرون”… الخطـر المجهـول

حالات الإصابة في تزايد في ظل عدم الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد وتراجع وتيرة التلقيح تعرف حالات الإصابة ب"أوميكرون"، ارتفاعا، خلال الأيام الأخيرة، منذ اكتشاف أول حالة لمقيمة بالبيضاء في منتصف الشهر الجاري. وسجلت وزارة الصحة، 28 حالة إصابة مؤكدة بالمتحور الجديد، موزعة بين 13 حالة بالبيضاء سطات و11 حالة بجهة الرباط سلا القنيطرة و4 حالات بجهة فاس مكناس، إضافة إلى 46 حالة محتملة، قيد التأكيد، 14 حالة منها بجهة مراكش آسفي، حسب ما أكده بلاغ رسمي. وإلى حدود كتابة هذه السطور، تم رصد 20 حالة مؤكدة في إطار سبع بؤر عائلية، إضافة إلى 8 حالات معزولة، 5 منها لأطفال تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر و13 سنة. هذا الارتفاع في عدد الحالات يقلق الوزارات الوصية والمسؤولين الذين يتخوفون من انتكاسة للوضعية الوبائية، في ظل عدم التزام المواطنين بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، وتراجع وتيرة الإقبال على التلقيح، خاصة بالنسبة إلى الجرعة الثالثة، التي تعتبر مهمة لتعزيز المناعة ضد جميع المتحورات، مثلما أكد الخبراء ذلك. إنجاز: نورا الفواري "باي باي" الكمامات ينتظر أن ترتفع الحالات التي أصيبت ب"أوميكرون" خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد خضوع بعض المصابين المحتملين بالمتحور الجديد، إلى التحليل الجينومي وفحص "بي سي أر" خاص، علما أن وزارة الصحة تسجل يوميا حالات مشتبها فيها إما بؤرا أو مخالطين لحالات مؤكدة، أو حالات ذات خصائص وبائية خاصة. ورغم هذا الارتفاع المقلق، إلا أن المواطنين يمارسون حياتهم اليومية بشكل عاد، دون التزام بالإجراءات الوقائية البسيطة، التي يصر عليها الخبراء الدوليون ويشددون على أهميتها في الحماية من الإصابة، مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، التي تكاد تكون اختفت تماما من الفضاء العمومي، في ظل التسامح الذي تعاملت به السلطات مع المواطنين غير الملتزمين، خاصة في الأماكن التي تعرف تجمعات مثل الأسواق الشعبية والحافلات و"الطرامواي"، دون الحديث طبعا عن السهرات الخاصة في المنازل والبيوت. لا للاحتفالات في ظل التخوفات من انتكاسة وبائية، لجأت الحكومة إلى إلغاء جميع مظاهر الاحتفالات برأس السنة، في الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية، وفرض حظر تجول في الليلة نفسها من منتصف الليل إلى السادسة صباحا، مع ضرورة إغلاق المقاهي أبوابها في الحادية عشر والنصف ليلا، لتحذو بذلك حذو العديد من البلدان في مختلف أنحاء العالم، التي منعت جميع أنواع الأنشطة الاحتفالية، التي تعتبر بمثابة بؤر قابلة لانتشار الفيروس على أوسع نطاق ممكن. وقد لجأت الحكومة إلى هذا الإجراء، تمهيدا لإجراءات أخرى قد تكون أكثر صرامة، في حال تفشى الفيروس في الأسابيع الأولى من السنة المقبلة، حيث يتنبأ الكثير من العلماء والخبراء ومهنيي الصحة أن السيادة ستكون له على متحور "دلتا" الذي سيتراجع إلى الوراء، ابتداء من يناير المقبل. التعليم عن بعد... خيار أفضل تتوجه الحكومة نحو فرض التعليم عن بعد، من أجل الحد من انتشار المتحور الجديد "أوميكرون"، خاصة بعد تسجيل عدد كبير من الإصابات في صفوف تلاميذ وطلبة العديد من المؤسسات التعليمية، التي لجأت إلى إغلاق أبوابها وفرضت التعليم عن بعد، في الوقت الذي نصح البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية ل"كوفيد 19"، في تدوينة له على "فيسبوك"، باللجوء إلى العمل عن بعد كلما كانت هناك إمكانية لذلك، وتمديد العطلة المدرسية البينية بأسبوع آخر، من أجل التقليل من تجمعات التلاميذ والطلاب. إغلاق الحدود... تمديد ممكن توقعت مصادر "الصباح"، أن تلجأ الحكومة، في حال ارتفاع الإصابات بمتحور "أوميكرون" سريع الانتشار، خلال الأسابيع المقبلة، إلى تمديد إغلاق الحدود إلى مارس المقبل، في إطار سياستها الوقائية للحد من انتشار الفيروس، رغم أن منظمة الصحة العالمية، اعتبرت أنه إجراء بدون جدوى، إذ لا يمكنه منع دخول الفيروس وانتشاره في جميع بلدان العالم. وأعلن المغرب، قبل أسابيع، إغلاق حدوده الجوية والبحرية مع بلدان العالم، إلى غاية نهاية دجنبر المقبل، قبل أن يسمح برحلات استثنائية من أجل إعادة مواطنيه العالقين، الذين خضعوا للحجر الصحي في مجموعة من الفنادق، حيث ثبتت إصابات العديد منهم بالمتحور الجديد، حسب ما أكدته مصادر "الصباح". الجرعة الثالثة... غير ثابتة في الوقت الذي لجأت دول مثل إسرائيل، إلى الجرعة الرابعة من اللقاح، بالنسبة إلى كبار السن، في مرحلة أولى، بهدف حماية مواطنيها من جميع أنواع المتحورات الجديدة من "كوفيد 19"، بعد أن أثبتت التجارب السريرية قدرة الجرعة التعزيزية على مقاومة أفضل، ما زال الإقبال على الجرعة الثالثة في المغرب، يراوح مكانه، رغم جميع محاولات وزارة الصحة من أجل تحفيز المغاربة على اتخاذها، واعتبار الجواز الصحي لاغيا بدونها. إذ يصل عدد الملقحين بالجرعة التعزيزية إلى أقل من ثلاثة ملايين شخص، في الوقت الذي سجل تراجع في وتيرة التلقيح بالجرعة الثانية، وامتناع العديد من المواطنين عن أخذ اللقاح بصفة نهائية، رغم محاولات السلطات فرض الجواز الصحي قبل دخول الفضاءات العمومية. وحسب المصادر، يمكن اللجوء إلى استثناء الملقحين من قرارات التشديد التي تفرضها الحكومة للحد من انتشار الفيروس، تشجيعا للمترددين على أخذ الجرعة التعزيزية.

“أوميكـرون”… الخطـر المجهـول

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كورونـا ينعـش السيـارات المستعملـة

أخبار الصباح

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات