رئة المغرب وإفريقيا

قطبي قال إن الثقافة منحت بإرادة ملكية المكانة المستحقة بعاصمة الأنوار قال مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، إن الرباط تعتبر بمثابة الرئة الثقافية ليس فقط للمغرب، بل للقارة الإفريقية بشكل عام. وأضاف قطبي أن المؤسسة الوطنية للمتاحف ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يلعبان دور "الدبلوماسية الثقافية" في عاصمة الثقافة والأنوار. عن دور المؤسسة الوطنية للمتاحف ومساهمتها في منح الرباط إشعاعا ثقافيا على الصعيد العالمي ومحاور أخرى، يتحدث مهدي قطبي لـ"الصباح" في الحوار التالي: ما هو الدور الذي تلعبه المؤسسة الوطنية للمتاحف لمنح الرباط إشعاعا ليس فقط على الصعيد الوطني، بل العالمي؟ حين اختار جلالة الملك محمد السادس نصره الله أن تكون الرباط عاصمة للثقافة والأنوار، فقد اتضح ذلك للجميع، فاليوم متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بات نموذجا يتحدث عن نفسه ليس فقط من خلال المعارض التي يحتضنها، وإنما من خلال زيارات العديد من الشخصيات الدولية البارزة مثل وزير الدفاع البرتغالي ونائبة رئيس كولومبيا ووزيري الداخلية والخارجية الفرنسيين ووزير خارجية صربيا. وهذا لا يمكن سوى أن يؤكد أن المؤسسة الوطنية للمتاحف ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يلعبان دور "الدبلوماسية الثقافية"، كما يسلطان الضوء على المكانة التي تحظى بها الرباط باعتبارها الرئة الثقافية ليس للمغرب فقط، بل للقارة الإفريقية. ومن جهة أخرى، تلعب الرباط دورا مهما لإعطاء صورة لإفريقيا دينامية ومتفتحة ومتطورة ولها مستقبل، وخير دليل على ذلك أن أغلب المعارض، التي احتضنها متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر تحتضنها عاصمة الأنوار للمرة الأولى وأيضا القارة الإفريقية. كيف استطاعت المؤسسة الوطنية للمتاحف منذ انطلاقها أن تساهم في منح متاحف الرباط إشعاعا في ظرف وجيز؟ مرت عشر سنوات على تعييني من قبل جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وكان لي الشرف في ذلك. وخلال هذه الفترة كان لابد من اعتماد إستراتيجية إدارية خلال السنتين الأوليين، ثم خلال الثماني سنوات تم بذل مجهود كبير لتحقيق ما نحن عليه اليوم. ولا أخفي أنني حين أنظر إلى الماضي ألاحظ أنه كان فعلا عملا ضخما ويستحق التقدير من خلال تنظيم معارض كبرى لأسماء ذات صيت عالمي مثل بيكاسو وأنري كارتيي بريسون ودولا كروا وكلود موني ورونوار وغيرها من الأسماء، التي حطت إبداعاتها الرحال ببلد إفريقي للمرة الأولى، كما أنه أحيانا يتعلق الأمر بأن المغرب يعتبر أول بلد عربي عرضت تلك الأعمال للمرة الأولى بعاصمته، التي اقترن اسمها بالثقافة والأنوار. إنه فعلا أمر رائع، ويرجع الفضل فيه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي منح الثقافة المكانة التي تستحقها وشدد على مساهمتها في التطور والانفتاح، وأيضا التأكيد أن لدينا تراثا غنيا لأنه لا يمكن الانفتاح على الآخر إذا لم ننفتح على أنفسنا، وهذا أمر غاية في الأهمية. وخلال عشر سنوات افتتحنا عدة متاحف وتمت إعادة تهيئة متاحف أخرى. واليوم المغربي يعتبر فخورا بذلك، وهذا ما أشعر به حين أمشي في الشارع فكثير من المغاربة يوجهون الشكر لي بقولهم "شكرا لقد أغنيت قاموسنا بكلمة جديدة وهي المتحف". ولعل عمل المؤسسة الوطنية للمتاحف على احتضان متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر لمعارض تضم روائع المجموعات التحفية مثل متحف "أورساي"، يعكس الثقة الكبيرة في جلالة الملك محمد السادس وفي المغرب، وأيضا الأمن الذي يتمتع به بلدنا المغرب بالنظر إلى القيمة الفنية الكبيرة للأعمال التي يتم نقلها لعرضها. واحتضان عاصمة الثقافة والأنوار معارض ذات صيت عالمي يعكس التقدير للرؤية الملكية السامية والاهتمام بمجال الثقافة باعتبارها رافعة مهمة في التنمية والتطور، كما تعد جسرا للحوار بين الشعوب. إذن ساهمت المؤسسة الوطنية للمتاحف في تغيير العلاقة بين المغاربة والمتاحف؟ فعلا، لقد نجحنا في تغيير العلاقة بين المغاربة والمتحف، فقد أصبح فضاء للاستقبال ولم يعد ذلك المكان المغلق والمخصص فقط للنخبة. وهذا ما تؤكده أرقام عدد الزوار، فمثلا سجلت متابعة 140 ألف زائر لتظاهرة "بينالي الرباط" ما يعني أن المواطن "الشعبي"، هو الذي تابعها وليست النخبة فقط. ولهذا يمكن القول اليوم إن المغاربة أصبحت المتاحف ملكا لهم. وارتأت المؤسسة الوطنية للمتاحف كذلك أن تتوفر كل مدينة على متحف وأن يدخل السكان المجاورون له مجانا، كما هو الشأن لمتحف التصوير الفوتوغرافي بحي المحيط بالرباط. وحرصت المؤسسة الوطنية للمتاحف منذ البداية أن تفتح المجال للمتحف ليتطور ويدخل في القاموس اليومي للمغاربة في إطار دمقرطة الثقافة، وهذا ما عملت من أجل تنفيذه بناء على تأكيد جلالة الملك أثناء تعييني. ولهذا فإن الرباط أصبحت تعكس تطور المشهد الثقافي في المغرب، الذي بات بفضل الرعاية الملكية السامية وجهة مهمة للمهتمين بعالم الثقافة والإبداع من خلال تنظيم معارض ذات صيت عالمي. هل يتوقع افتتاح متاحف أخرى بالرباط؟ طبعا، سيتم افتتاح متاحف جديدة منها متحف بفضاء الأوداية الأثري خلال السنة المقبلة، وأيضا الفضاء المقابل لمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، والذي كان المقر القديم للبحرية الملكية، إذ ستنطلق الأشغال به خلال الصيف المقبل بناء على تعليمات ملكية، لينضاف إلى متاحف الرباط. هدف غير ربحي تعتبر المؤسسة الوطنية للمتاحف مؤسسة عمومية ذات هدف غير ربحي، مستقلة ماليا. أنشئت في 2011 لإدارة المتاحف وتدبير شؤونها لحساب الدولة. وضعت المؤسسة على رأس أولوياتها تجديد المتاحف الوطنية، لجعلها تستوفي معايير المحافظة على التراث وإغنائه، ويتعلق الأمر أساسا بترميم البنايات وتحديثها، وتجديد سينوغرافيا المعارض الدائمة، وإعداد برمجة ثقافية دينامية، وبوجه خاص التنسيق من أجل تدبير أفضل للمجموعات الفنية وللمحافظة عليها. ومن أجل النهوض بالإبداع الفني على المستويين الوطني والدولي، فإن المؤسسة تحرص على تنظيم معارض متفرقة للفن الحديث المعاصر، وعلى تقديم أعمال مجموعاتها وعناصر من التراث الفني والثقافي المغربي، الإثنوغرافي والأركيولوجي، وعلى برمجة تظاهرات متعددة التخصصات. في سطور - من مواليد الرباط. - رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف. - توج بوسام العرش من درجة ضابط.

رئة المغرب وإفريقيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنحليب ينهي مسيرته مع الرجاء

لقطات

مقالات ذات صلة