صناعة الطيران… رهان الطاقة الخضراء

بنبراهيم: المنافسة تفرض قطائع وتحولات سريعة لتجاوز تداعيات الأزمة يستعد قطاع صناعة الطيران بالمغرب، لتجاوز تداعيات الأزمة التي عصفت به على الصعيد العالمي، بسبب جائحة «كوفيد 19»، وهو القطاع الذي نجح في وضع قاعدة تنافسية مكنته من وضع شروط الإقلاع من جديد. قدم حميد بنبراهيم الأندلسي، الرئيس الشرفي للمجموعة المغربية لصناعة الطيران «جيماس»، تشخيصا إيجابيا للقطاع الإستراتيجي، معتبرا أن الأزمة التي فرضتها الجائحة شكلت امتحانا بالنسبة إلى المقاولة، مكنها من اختبار مدى القدرة على الصمود. وأكد بنبراهيم، الذي حل ضيفا على «نادي ليكونوميست»، أن قطاع صناعة الطيران بالمغرب، أبان، بفضل ارتباطه العالمي، والقيمة المضافة المحلية التي يمثلها، عن صمود قوي في مواجهة الأزمة، إذ نجح في استقطاب أنشطة كانت متمركزة في الخارج، واحتضان تجهيزات ذات تنافسية أكبر. وأوضح بنبراهيم أن لحظات الأزمة تمكن من تحديد القطائع الضرورية، وبناء المستقبل من خلال برامج وعمليات واضحة الأهداف، مشيرا إلى أن المستقبل واعد، حيث تستعد شركة إيرباص» لاستعادة دينامية بناء الطائرات، خاصة ذات الحجم المتوسط. وأكد بنبراهيم أن الولايات المتحدة تتوقع نموا بحجم 7 في المائة، وهي نسبة لم يسبق لها أن حققتها خلال الأربعين سنة الماضية. كما حافظت الصين على حركة طيران تماثل ما حققته في 2019، وهي الوضعية التي تفرض على شركات المناولة الاستعداد لهذه الطفرة. وقال إن صناعة الطيران بالمغرب انخرطت في المرحلة الثانية من الصناعة، استعدادا للنمو المرتقب، خاصة مع القطائع التي سيعرفها القطاع، والتي تهم التحول العميق في الصناعة بصناعة طائرة صديقة للبيئة بلا انبعاث للغاز، مشيرا إلى أنه بات مطلوبا صناعة طائرات بدون غاز أوكسيد الكاربون، وهو تحول عميق سيؤثر على صناعة محركات تشتغل بمحروقات «بيو»، وفي أفق 2035، الاشتغال بالهيدروجين. وسيكون لهذا التحول العميق آثار على المواد المستعملة في صناعة الطيران، في اتجاه صنع طائرات أقل وزنا، مع تطوير الجوانب الإلكترونية والكهربائية، ، وهو تحد يقول بنبراهيم، يفرض قرارات سريعة، للحاق بالركب، والذهاب بسرعة وأكثر اندماجا وتطوير البحث والابتكار في التكنولوجيات المعتمدة. وأكد الخبير في صناعة الطيران أن التحدي هو تنويع الزبناء، واستقدام فاعلين فيه، لهم تخصص في الأمن والدفاع، والرهان أكثر على السوق الدولية، بتواصل يستهدف بلدانا مثل الولايات المتحدة واليابان، وإنتاج صناعة نظيفة مع تقليص انبعاث الغاز، وهو تحد يفرض جلب رؤوس الأموال المغربية لتطوير هذه الصناعة. إن القطاع في حاجة إلى تسريع وتيرة الإنتاج، في كل ماله علاقة بتعديل أو تحويل صناعة الطيران، بوضع منظومات صناعية جديدة وضمان الانسجام بينها ضمانا للتكامل المنشود. ويرى بنبراهيم أن تجمع الصناعيين المغاربة «جيماس» يطالب بتعزيز «فريق المغرب» خاصة في المرحلة الثانية والتي تتطلب المزيد من البحث والابتكار. وأبانت التجربة المغربية أن هناك إمكانية لفتح المجال أمام ولوج قطاعات جديدة، خاصة مع تطوير البحث، والتي تمكن من تحقيق طموحات أكبر، مثل صناعة الآلات الطبية والبيوتكنولوجيا، وهي صناعات يمكن توطينها في المغرب مع ضمان التنافسية الاقتصادية على مستوى كلفة الطاقة، خاصة أن القطاع صناعة الطيران لا يشغل يدا عاملة كبيرة لكنه يتوفر على رأسمال تكنولوجي مهم، يقول بنبراهيم، لأنها الصناعة الأولى للمعرفة، وهي التي تقدم بدور القاطرة لباقي الصناعات. القطاع خسر 28 في المائة بخصوص آثار أزمة كوفيد 19، أوضح بنبراهيم أن المقاولات العاملة في صناعة الطيران، تأثرت على غرار العديد من القطاعات، مشيرا إلى أن رقم المعاملات عند التصدير تراجع، حسب إحصائيات مكتب الصرف، بحوالي 28.9 في المائة، كما فقد القطاع ما بين 6 و7 في المائة من مناصب الشغل، مشيرا إلى أنه باستثناء ثلاث مقاولات صغيرة، كانت مهددة بالانقراض قبل مرحلة الجائحة، فإن أغلب المقاولات لم تتوقف بشكل كلي، بل إنه في عز فترة الحجر الصحي، تم فتح أربعة معامل جديدة بـ»ميد بارك» كما تم توسيع أربع وحدات أخرى، تعمل في قطاع أنشطة المحركات، ذات تكنولوجية عالية. وأكد بنبراهيم أن القطاع عرف تسريح حوالي 1800 مستخدم، مشيرا إلى أن شغله الأول كان هو إيجاد حل لحماية الكفاءات التي تم تكوينها في القطاع، إذ جرى وضع برامج للتكوين على مستوى معهد مهن الطيران، استفاد منها 1300 شاب مغربي. كما تم توفير إجازات مهنية في الهندسة بشراكة مع الجامعة الأورومتوسطية بفاس والمدرسة المركزية بالبيضاء. وتمت إعادة تشغيل 1200 شاب بعضهم في قطاع السيارات، والذي يستفيد كثيرا من كفاءات تكونت في قطاع صناعة الطيران.

صناعة الطيران… رهان الطاقة الخضراء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"سوطيما" تكسب معركة التصنيع

"مرحبا 2021"... إنعاش وصلة رحم

مقالات ذات صلة