اعتداء ونصب يطيحان بسائقي طاكسي بأكادير

تورط سائقا سيارة أجرة في قضيتين منفصلتين، تتعلق الأولى بالاعتداء على فتاتين في الشارع العام، فيما تخص الثانية النصب على سائحتين أجنبيتين. وأثارت الواقعتان جدلا واسعا، وأعادتا إلى الواجهة النقاش حول سلوك بعض مهنيي قطاع سيارات الأجرة، وانعكاسه على صورة المدينة والمهنة. وتفجرت الواقعة الأولى، بعد تداول مقطع فيديو صادم، يوثق لحظة اعتداء رجل على فتاتين وسط شارع بأكادير، مساء الجمعة الماضي، أمام أنظار المارة. وانتشر الفيديو بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأرفق بتعليقات تفيد أن المعتدي سائق سيارة أجرة، وهو ما أكدته مصالح الأمن، التي تفاعلت بسرعة مع المعطيات المتداولة، وتمكنت من إيقاف المشتبه فيه، (42 سنة)، ووضعه تحت تدبير الحراسة النظرية. وكشفت التحريات الأمنية أن المعني بالأمر كان على علاقة سابقة بإحدى الضحيتين، وحين صادفها رفقة امرأة أخرى، حاول إرغامها على مرافقته، فرفضت، ثم اعتدى عليها جسديا ولفظيا، قبل أن يطول اعتداؤه المرأة الثانية التي تدخلت للدفاع عنها ورغم عدم تقديم أي شكاية، إلا أن التحقيق انطلق من الفيديو المتداول، وتم تحديد هوية الضحيتين واستدعاؤهما للإدلاء بأقوالهما، في خطوة تعكس يقظة الأجهزة الأمنية، وتفاعلها مع قضايا العنف ضد النساء. وفي اليوم الموالي، تفجرت قضية أخرى، تتعلق بالنصب، بطلها سائق أجرة آخر متهم باستغلال سائحتين أجنبيتين، عبر مطالبتهما بمبلغ مالي يفوق بكثير التسعيرة القانونية لخدمة النقل. وانتشر الفيديو، الذي يوثق رواية السائحتين، على تطبيقات التراسل الفوري، واستدعى تدخلا عاجلا من الشرطة، التي تمكنت من تحديد هوية السائق وإيقافه، بعد الاستماع للسائحتين وتسلم شكايتهما. ورغم اختلاف سياقي الواقعتين، فإنهما تكشفان خللا مهنيا وأخلاقيا خطيرا، يضرب في العمق صورة قطاع سيارات الأجرة، الذي يفترض أن يكون ركيزة من ركائز الأمن والخدمة العمومية، كما أنهما تطرحان أسئلة مشروعة حول ضعف المراقبة، وغياب الردع داخل هذا القطاع، الذي يعاني مشاكل بنيوية وتنظيمية معقدة. وفي المقابل، تحسب للأمن الوطني سرعة تفاعله، واعتماده نهجا استباقيا يقوم على تتبع المحتوى الرقمي، والتعامل بجدية مع ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة حين يتعلق الأمر بالعنف، أو النصب على الأجانب، في رسالة واضحة تؤكد أن القانون لا يحتاج دوما إلى شكاية ليتحرك، وأن حماية الضحايا، أولوية لا تقبل التهاون. إن ما وقع في أكادير ليس مجرد سلوكات فردية عابرة، بل ناقوس خطر يدق من جديد، ويستدعي تحركا عاجلا من الهيآت الوصية على القطاع، ومن ممثلي المهنيين أنفسهم، لوضع حد للتجاوزات التي تسيء للجميع، وتضر بصورة مدينة، تحاول أن تعزز مكانتها وجهة آمنة ومحترمة في أعين سكانها وزوارها على السواء. عبد الجليل شاهي (أكادير)

اعتداء ونصب يطيحان بسائقي طاكسي بأكادير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحكم على شبكة لتهجير الأفارقة

استبعاد خبرة الأمن والدرك في ملف بنعلال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات