الهدر المدرسي… “ماكاينش معامن”

شباب يرى أن ضعف التوجيه وغياب الأفق وراء الظاهرة «أش طفروه اللي قبل مني عاد نطفروا أنا"، "لا صحة لا تعليم علاش أنضيع وقتي المهم تعلمت ووعيت"، "ماكينش معامن حسن ندوز الوقت تا يحن مولانا"....من بين التعابير التي أصبحت نقطة تجمع شباب اليوم في واد الضياع، الذي تسبب فيه الهدر المدرسي. وإذا كانت ظاهرة الهدر المدرسي تناقش من قبل أكاديميين ومفكرين وأستاذة مختصين ويتم تسليط الضوء عليها إعلاميا لدق ناقوس الخطر الذي يتهدد جيل الغد، إلا أن المعنيين بالمشكل يرون خلاف ذلك، إذ يعتبرون أن الدراسات المجراة عليهم والأرقام المعلنة تظل سطحية ولا تتعمق لبحث أغوار المشكل الحقيقي. ولعل الرقم الرسمي الصادر عن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المتمثل في أن 304 آلاف و545 تلميذا ضحايا للهدر المدرسي السنة الماضية، يطرح علامة استفهام حول الأسباب الكامنة وراء الظاهرة الخطيرة التي تحتاج إلى تشخيص دقيق لفهم الوضع من مختف الزوايا حتى يتم العلاج. وإذا كان التشخيص الدقيق معلقا في انتظار إحاطة الموضوع من مختلف جوانبه، فإن المعنيين بالأمر في نقاشاتهم اليومية يرون أن الانقطاع عن الدراسة في مختلف المستويات التعليمية، يعود إلى ضعف التوجيه وتراكمات سوء الحالة النفسية والاقتصادية والاجتماعية، قبل أن يضاف إليها غياب الأفق في أمل مشرق للاندماج في سوق الشغل وتحقيق الذات، في زمن أصبح فيه التنافس صعبا، فكيف بضمان المستقبل وتحقيق الهدف المنشود؟. "كاينة ظروف" «ما يحس بالمزود غير اللي مخبوط بيه»، مثل مغربي يستشهد به عدد من الشباب الذين فتحوا قلوبهم لـ"الصباح"، للتعبير عن حجم المعضلة وخلفياتها، التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، إذ كشفوا أن الهدر المدرسي لا يمكن الحديث عنه بشكل أكاديمي فقط، وإنما يجب تشخيصه من خلال إعطاء الكلمة للمعنيين بالأمر لبسط الظاهرة عوض تحليلها من الناحية الأكاديمية الصرف، التي هي بعيدة عن الواقع الشبابي، الذي يحتاج إلى جلسات مناقشة معمقة لفهم المشكل من أساسه. الحكومة خارج التغطية أوضح عدد من الشباب الذين انقطعوا عن الدراسة في المرحلة الثانوية والجامعية، أن الوضع أخطر مما عليه، مادام أن الدولة والحكومة لم تستوعبا المشكل رغم تخصيص دراسات بميزانيات كبيرة، ورصد اعتمادات بالملايير دون جدوى. وشدد المتحدثون أنفسهم، على أن الحكومة خارج التغطية، لأنها تسبح عكس التيار إذ لا تفهم حاجيات شباب ليس شبيها بجيل الأمس، شباب سابق لزمانه يعيش في المغرب بجسده لكن روحه وعقله لا ينسجمان مع عادات ومناهج أكل عليها الدهر وشرب. وأوضح هشام "بعد حصولي على شهادة الباكلوريا لم أجد من يوجهني لأختار الشعبة المناسبة، فقررت الاستئناس بالجامعة بهدف "الديباناج» إلى أن تختمر الفكرة، قبل أن أجد نفسي وسط مقبرة للأحياء أضيع وسط مناهج دراسية لا تتناسب ومؤهلاتي الحقيقية، وهو ما دفعني لتطبيق الاختيار الأصعب، بالانقطاع عن الدراسة وسط الطريق، لأنني أعتبر أنه لا يمكن تضييع وقتي وسط منظومة لا يمكن أن تؤهلني لسوق الشغل، فأمام غياب آفاق أرحب وأمل في تكوين عال وتأهيل يجعلني أحقق ذاتي كما كنت أحلم، أرى أن الهدر الدراسي أرحم من سنوات الضياع ب"لافاك». "صعيب يفهمونا" ترى شيماء، تلميذة غادرت مقاعد الدراسة في مستوى الباكلوريا، أنها وعدد من زملائها وأقرانها ضحايا وضع معقد، لا يمكن تحديده في سبب واحد أو ثلاثة، لأن المشكل متداخل. «صعيب يفهموا جيلنا واخا إديروا اللي دارو لأن المشكل أعمق" جملة تلخص جوهر القضية، إذ ترى شيماء وأقرانها أنه عوض تشخيص الداء بالاستماع إلى المعنيين بالأمر تتم مناقشة ظاهرة الهدر المدرسي في الصالونات والندوات المُقامة بفنادق خمس نجوم، إذ يقوم الدارسون بالتطرق للموضوع بشكل سطحي بسلوك موقف المتفرج، "كيف يمكن فهم المشكل والشخص لم يعش التجربة. وكيف يمكن علاج الظاهرة دون إشراك من هم معنيون بها لبسط العوامل الحقيقية حتى يتم تلخيصها والخروج بتوصيات قابلة للتطبيق؟". محمد بها

الهدر المدرسي… “ماكاينش معامن”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقطات

"زايني" في "الطوندونس"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات