مدينتـان محتلتـان

3 أسئلة إلى * لحسن السكوري > كيف تقرؤون قرار البرلمان الأوربي وتداعياته على تطور العلاقات بين مدريد والرباط؟ > أظن أن قرار البرلمان الأوربي الذي صادق عليه الخميس الماضي، جاء أقل حدة من الصيغة التي سعت الفرق البرلمانية الإسبانية مع حلفائها إلى فرضها، والتي كانت تهدف إلى الإساءة إلى المغرب ومصداقيته لدى الاتحاد الأوربي. وبالعودة إلى نتائج التصويت، نسجل فشل مدريد في تحقيق اصطفاف أوربي واسع إلى جانب طروحاتها، إذ أن القرار لم يحظ سوى بموافقة 397، في حين أن الرافضين والممتنعين عن التصويت بلغ عددهم 281، وهو تصويت له دلالة عميقة، وهنا وجب التأكيد على المجهودات الكبيرة التي بذلتها جميع الأطراف المغربية والأوربية، حتى لا يأتي القرار بلغة وألفاظ مسيئة للمغرب وللعلاقات المتميزة التي تربطه بالاتحاد الأوربي. وهنا أشير إلى دور البرلمانيين والأحزاب المغربية التي تحركت في إطار علاقاتها مع نظيرتها الأوربية، سواء في الأممية الليبرالية أو الاشتراكية، وأيضا أعضاء اللجنة البرلمانية المشتركة، هذه الجهود ساهمت في التخفيف من حدة القرار ولغته. > كيف تلقيتم في مجلس النواب اعتبار القرار سبتة المحتلة، امتدادا للحدود الخارجية للاتحاد؟ > صحيح، يمكن اعتبار قضية سبتة إحدى القضايا التي أثارت غضب البرلمان المغربي، فاعتبار سبتة المحتلة ترابا إسبانيا غير قابل للنقاش، فيه تجن على التاريخ والجغرافية، وقد وقفنا في اجتماع مكتب مجلس النواب ورؤساء الفرق البرلمانية، عند هذه النقطة، وأكدنا ضرورة العودة إليها بوضوح في بلاغ لاحق، حتى لا نسمح بتمرير موقف سياسي يهم مغربية المدينتين المحتلتين. هذا أمر عير مقبول ومستفز. كما تضمن القرار فقرات توضح رؤية المغرب للعلاقات المتميزة مع الاتحاد الأوربي، ما يفيد بأن هناك إنصاتا إلى صوته، بخصوص الأزمة مع مدريد، والتي نعتبرها أزمة ثنائية بين بلدين، وليست مع الاتحاد الأوربي، كما سعت إلى ذلك إسبانيا. > بعد هذه الأزمة، كيف تتصورون تداعياتها على العلاقات المغربية الإسبانية؟ > إسبانيا جار للمغرب، والجغرافية تفرض على الجارين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وثقافية ومصالح مشتركة ممتدة في التاريخ، الجلوس إلى الحوار المسؤول والمثمر في إطار الاحترام المتبادل، فمدريد شريك اقتصادي للمغرب، وجسر للعبور بين أوربا والمغرب وبين أوربا وإفريقيا، وبالتالي فالتوترات والمشاكل التي تطفو من حين إلى آخر بين البلدين، مجال حلها وتجاوزها هو الحوار. وأنا متيقن أن البلدين لهما إرادة في تجاوز هذه الوضعية الاستثنائية، ووقف التصعيد، فلابد من حوار هادئ ودور فعال للدبلوماسية، للعودة إلى طاولة المفاوضات، وهنا لا ننسى أن إسبانيا كانت دولة مستعمرة للصحراء المغربية، وعليها اليوم اتخاذ موقف واضح وبدون حسابات ضيقة، إلى جانب مغربية الصحراء، التي تعتبر قضية مقدسة بالنسبة إلى المغاربة، فلا يمكن السماح لمدريد باستقبال مجرم حرب فوق أراضيها دون علم الرباط، والتصعيد في مواجهة المغرب أمام البرلمان الأوربي، لأنه رفض هذا التعامل. إن الجوار والتعاون في مجالات مكافحة الهجرة والإرهاب والجريمة المنظمة، يفرضان على مدريد استحضار كل هذه المصالح، واستعادة جادة الصواب، لتجاوز التصعيد. ويمكن للاتحاد الأوربي أن يلعب دورا في إذابة جليد الخلافات بين البلدين، وتشجيع الحوار الدبلوماسي بين الرباط ومدريد، التي عليها أن تعلم أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس أجرى الحوار: برحو بوزياني * برلماني عضو اللجنة البرلمانية المشتركة للمغرب والاتحاد الأوربي

مدينتـان محتلتـان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الاختلاس يورط رئيس جماعة بنصميم

أخطاء كشفت الوجه العدائي لإسبانيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات