العضراوي: تجميد بنكيران لعضويته مجرد مناورة

3 أسئلة إلي * ميلود العضراوي < كيف تقرأ قرار بنكيران تجميد عضويته في الحزب بسبب مصادقة الحكومة على مشروع قانون تقنين الكيف؟ < دعني أولا، أقرا ما تخفيه رسالة التجميد أو الإعلام، كما سماه عبد الإله بنكيران، والذي يعلن فيه تجميد عضويته في الحزب ومقاطعة عدد من الوزراء في حكومة العثماني. الرسالة المثيرة للجدل تعتريها أخطاء لغوية وتركيبية لا يمكن أن تصدر عن رجل خطيب مستقيم اللسان، مثل عبدالاله بنكيران، ما يجعلها مجرد بلبلة سياسية أو زوبعة في فنجان، تم تحضيرها على عجل، لإثارة ردود الفعل، وباختصار هي مجرد مناورة تخدم التيار الذي يبحث عن مخرجات سياسية جديدة. إن التيار الذي ينحو إلى شيطنة العدالة والتنمية هدفه تفكيك الحزب وتقسيمه، هو تيار مناوئ يشتغل منذ المؤتمر الوطني الأخير، وهناك محاولات تعكس النية العميقة في وضع الحزب وآلياته التقريرية تحت الأمر الواقع، وإجباره على العودة إلى بنكيران، ومن ثمة استغلال كل الهفوات والأخطاء، وحتى قراراته الملائمة للاختيار الحكومي في المجال الدبلوماسي، تشكل بؤرة خلاف داخل الحزب، ومنها مسألة التطبيع مع إسرائيل التي أثارت جدلا كبيرا عبأه تيار بنكيران، وجعل منه وسيلة لضرب تيار العثماني، ومن يناصره من قياديي الحزب، وهم بالجملة من أعلن بنكيران مقاطعتهم في الرسالة. < ألا ترى أن لغة الرسالة تحمل تهديدا بالانسحاب من الحزب، في حال مصادقة برلمانيي «بيجيدي» على المشروع؟ < صحيح، حملت الرسالة تهديدا واضحا، حين أكد أنه في حالة إذا ما صادق ممثلو الحزب في البرلمان على القانون المذكور، فسينسحب من الحزب نهائيا. والغريب في لغة التشدد التي استعملها بنكيران في الرسالة أنها تثير الكثير من الاستغراب، وكأنه كان خارج المغرب منذ عدة سنوات وعاد إلينا، وهو لا يعلم ما يقع في شمال المغرب من حيث زراعة عشبة الكيف والاتجار فيها. لذا يطرح سؤال لماذا يتشبث بنكيران بهذا المطلب، وهو يعلم أن زراعة القنب الهندي سارية المفعول بقانون أو بدون قانون. ولعل تقنين الزراعة أفيد بكثير من عدم تقنينها. إن الجواب هو أن بنكيران يتصيد أخطاء التيار المضاد، أين ما كانت وإعلان المقاطعة وتعليق العضوية مقدمة لما قد يأتي مستقبلا، وهو الاستقالة طبعا، يعقبها تشكيل القوة المضادة داخل الحزب، بما قد يتبعها من إعلان الانشقاق. إن هذا التيار موجود داخل الحزب، وهو تيار قوي يؤمن أن اعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة، كان له أثر بالغ على سياسة الحزب، وأن الرجل الذي كان الحزب يعقد عليه آمالا كبيرة ليستمر في مسلسل الإصلاح الذي انطلق منذ 2011، تم تحجيم إرادته وإبعاده من الحكومة. < كيف تتصور تداعيات هذا الصراع المفتوح على وضعية الحزب في الانتخابات المقبلة؟ < هذا الوضع يترجم حالة الحزب سياسيا وتنظيميا منذ المؤتمر الوطني الأخير. وما يقع اليوم هو نتيجة لهذا الصراع الداخلي، الذي نشب على عدة محاور منها تكريس الأزمة في مجملها، والتوجه نحو التصعيد مع التيار الآخر. وقد كان عنوان الأزمة المذكرة التي وقعها عدد من قياديي الحزب خلال شتنبر الماضي، ونتائجها ترخي بظلالها على الحزب مستقبلا، وجاءت مناورات بنكيران لتزيد الأزمة استفحالا، وهو ما سماه بعض المعلقين بلعنة بنكيران. وفي رأيي المتواضع، فإن هذه المناورة الأخيرة لا ترقى إلى الهدف، الذي يعمل من أجله بنكيران، منذ المؤتمر الوطني الأخير، لأن هدفه هو العودة إلى القيادة، والتحكم في مسار الحزب، لأن موضوعها لا يستحق كل هذا الجدل، فهناك من القضايا التي وافق عليها برلمانيو العدالة والتنمية، ما كانت تجب إثارتها وتناولها بالنقد أكثر من قانون زراعة القنب الهندي، لكنها لم تثر بنكيران وأنصاره. إن مثل هذه الانزلاقات من شأنها أن تؤجج الصراع داخل الحزب وتعرض مستقبله للأخطار، خاصة مع إقرار قوانين انتخابية، أكد الحزب أنها تستهدف تقزيمه في الانتخابات المقبلة. أجرى الحوار: برحو بوزياني * أكاديمي باحث في الاقتصاد السياسي والتنمية والحكامة

العضراوي: تجميد بنكيران لعضويته مجرد مناورة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جمالي: الانتقادات جعلتني متشبثة بالغناء

استغلال النفوذ يطيح بقاض

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات