محكمة سيدي بنور … الرقمنة لمحاربة السماسرة

رئيس المحكمة الابتدائية اعتمد إجراءات متقدمة لتجويد خدمات المرفق وتحقيق الأمن القضائي إنجاز : محمد بها - تصوير : عبد اللطيف مفيق (موفدا الصباح إلى سيدي بنور) يكفي القيام بزيارة خاطفة إلى المحكمة الابتدائية بسيدي بنور، حتى يلحظ الزائر انخراط المرفق القضائي بالمنطقة في الإصلاح، الذي انطلق مع ورش إصلاح منظومة العدالة، شكلا ومضمونا. ومن خلال زيارة طاقم "الصباح"، تم الوقوف على نجاح مسؤولي المحكمة في تطبيق مشروع الرقمنة، الذي يهدف إلى تجويد الخدمات ومنع سماسرة المحاكم من التربص بالمرفق القضائي وإغلاق الباب في وجه الساعين إلى التزوير والتلاعب في بيانات المتقاضين ونهاية عهد الخدمة الإدارية التقليدية المعتمدة على كثرة الوثائق. ومن المشاهد غير المألوفة في الإدارات العمومية وأغلب محاكم المملكة، توفير محكمة سيدي بنور، الظروف المواتية للمرتفقين من ذوي الاحتياجات الخاصة، بتخصيص ممرات خاصة بهم لضمان ولوجهم إلى المرفق العمومي وتيسير استفادتهم من خدمات القضاء والعدالة، وهو ما قطع مع المشاهد المؤلمة، التي يظهر فيها عدد من المرتفقين محمولين على الأكتاف، أو يزحفون على السلالم، بشكل يتنافى مع حقوق الإنسان. كشفت مصادر "الصباح"، أن خالد خلقي، منذ أن تقلد رئاسة المحكمة الابتدائية بسيدي بنور، كان لزاما عليه أن يكشف مواطن الضعف ومواطن القوة، في محكمة سيدي بنور. ولمباشرة مسلسل الإصلاح، ركز رئيس المحكمة على العنصر البشري، (قضاة ومحامون وموظفون ومفوضون...) لتشكيل فريق عمل يدخل به مغامرة الإصلاح. وبالفعل كانت الخطوة الأولى التي انطلق بها رئيس المحكمة الابتدائية بسيدي بنور، هي التقرب إلى القضاة لحثهم على العمل والجد والنزاهة والاستقامة والانخراط في الإصلاح. ولم ينس المسؤول القضائي بسيدي بنور مساعدي العدالة من محامين ومفوضين قضائيين، ونساخ وعدول، لكي تترسخ في أذهانهم فكرة الإصلاح الشامل. ونفذ خالد خلقي وعده، بعد أن شرع في تنزيل مشروعه الخاص لإعادة هيكلة المحكمة الابتدائية بسيدي بنور، لوجيستيكيا من جدران ومكاتب وقاعة جلسات وحديقة ونافورة وتزيين المحيط الخارجي للمرفق القضائي، حتى تكون المحكمة في حلة جديدة وفي ظروف مواتية للموظفين والمرتفقين. محاربة السماسرة في إطار محاربة سماسرة المحاكم والفضوليين وتحقيق الأمن القضائي وتخليق الحياة العامة في المرفق القضائي، اهتدى رئيس المحكمة الابتدائية بسيدي بنور إلى إنشاء مكاتب أمامية أو ما يصطلح عليها ب"مكاتب الواجهة"، التي هي اختزال للمحكمة إلكترونيا في مكتب واحد يقسم إلى عدة شبابيك. وتعنى هذه الشبابيك باستقبال وتوجيه المتقاضي والمرتفقين وتقديم معلومات عن الملف في إبانه، وإحصاء الزوار وإعداد قاعدة بيانات من هؤلاء المرتفقين حتى يتسنى استغلالها في التطهير والقضاء على الفضوليين والسماسرة. ومن الخدمات التي تقدمها مكاتب الواجهة، تقديم مطويات، والخدمة عبر الشبكة العنكبوتية، كما أن هناك شباكا خاصا بالسجل العدلي وشباكا للسجل التجاري وشباكا خاصا بالنيابة العامة لإيداع الشكايات والمحاضر ومكتبا للضبط يتسلم المذكرات من المحامين والطيات والسجل التجاري وطلبات التمرين وتوفير جميع الإحصائيات. وتتوفر محكمة سيدي بنور على شباك خامس تم تخصيصه لإيداع الرسوم القضائية خاص بالعموم، وشباك سادس خاص بالمحامين لأن طلباتهم متكررة. خدمات إلكترونية من مميزات مكاتب الواجهة التي اعتمدتها محكمة سيدي بنور، فتح الملفات إلكترونيا، إذ تقدم المقالات بعد استخلاصها وتستخرج عبر النظام المعلوماتي الآلي، بل إن الاستدعاء يخرج آليا ويتم تعيين المقرر. وتهدف الخدمات الإلكترونية إلى تيسيير ظروف الخدمات وتجويدها وتسريع الإجراءات بما يخدم مصالح المرتفقين. وخصصت المحكمة 24 مقعدا خاصا بالمتقاضين، وتم اعتماد نداء آلي لضبط وتنظيم المناداة على المرتفقين لتجنب الفوضى التي يمكن أن تنشأ عن أشخاص لا يحترمون الصفوف، فبعد الضغط على زر السجل العدلي أو التجاري أو شكاية أو استدعاء، يتسلم صاحبه ورقة بها رقمه الخاص ويجلس في مكانه، في انتظار المناداة عليه آليا وبصوت مسموع. خدمات عن بعد تتضمن الورقة التي يتم استخراجها في النظام الآلي، رقم محكمة سيدي بنور والموقع الإلكتروني الخاص بها، وهو ما يجعل المرتفق في غنى عن القدوم مرة أخرى إلى المحكمة. وما تبقى من المكاتب الخلفية خصصته المحكمة لبعض الأمور الدقيقة جدا. تنقية الجلسات وفي ما يتعلق بحضور الجلسات، نجحت المحكمة الابتدائية بسيدي بنور في تنقيتها، من جميع المشتبه فيهم، سواء السماسرة أو الفضوليين الذين يحاولون إثارة الفوضى وعرقلة السير العادي للمحاكمات. وفي إطار المحافظة على علنية الجلسات، تم السماح لأقرباء المتقاضين وجيرانهم ولكل من يلتزم بالضوابط القانونية حتى لو كان يرغب في المتابعة، لكن مع الحرص على حماية المرفق العمومي من كل دخيل وسمسار يريد تلطيخ سمعة القضاء والعدالة والموظفين والقضاة. تنظيم محكم يكفي زائر المحكمة الابتدائية بسيدي بنور التنقل بين فضاءاتها حتى يقف بنفسه على التنظيم المحكم، الذي يطبع سير جلساتها، وكذا الهدوء الذي يطبع أروقتها، إذ يحرص الموظفون والعاملون على تقديم شروحات ومساعدات لكل مرتفق مرتبك، أو يسأل عن توقيت انطلاق جلسة ما، وهو ما يؤكد أن المحكمة تحرص على التطبيق السليم للخدمة الإدارية وجودتها، على مدار الأسبوع. ولا بد لزائر المحكمة الابتدائية بسيدي بنور، أن يستوقفه مشهد غير مألوف في المحاكم المغربية، ويتعلق الأمر بإنشاء ولوجيات وممرات خاصة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، لمساعدتهم على ولوج مرافق المحكمة وتيسير الاستفادة من خدمات المرفق القضائي. تتبع وتواصل عاينت "الصباح" زيارات مفاجئة لخالد خلقي، رئيس المحكمة الابتدائية بسيدي بنور، لبعض المكاتب والممرات من أجل تتبع السير العادي داخل المحكمة، والتأكد من نجاح تجربة محاربة السماسرة والفضوليين، الذين كانوا يتربصون بالمتقاضين والمرتفقين، قبل محاصرتهم وقطع الطريق والمنافذ عليهم. ونجح خلقي، في محاربة سماسرة المحاكم الذين كانوا يدخلون المحكمة في ثوب مرتفقين يرغبون في متابعة الجلسات العمومية، أو الذين كانوا يتخذون من المقاهي المجاورة مقرا لهم، لاصطياد الضحايا من المتقاضين.

محكمة سيدي بنور … الرقمنة لمحاربة السماسرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وزير وعامل يستنجدان بـ "الخطافة"

اسباغي: الأثر الرجعي للتقييد الاحتياطي لدعوى القسمة والشفعة 2/1

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات