المثلية … جحيم لا يطاق

المغاربة ينبذونها لكنهم قد يمارسونها في الخفاء من أجل المال أو لميول خفي أو رغبة في الاكتشاف الممارسات المثلية في المغرب حديث ذو شجون. مثلها مثل جميع المواضيع والقضايا المتعلقة بالحريات الفردية و»الطابوهات» والمسكوت عنه في مجتمع لا يزال غارقا في رجعيته وتخلفه وتقليدانيته، رغم جميع مظاهر الحداثة المزعومة. المغاربة لا يحبون الممارسات الجنسية المثلية، أو بالأحرى، ينبذونها في الواقع، وقد يمارسونها في الخفاء، من أجل المال، أو لميول خفي أو مضطهد، أو رغبة في الاكتشاف، لكنهم أول من يندد بها ولا يقبلونها بدعوى أنها «تزعزع عرش الرحمان»، رغم أن المختصين لم يحددوا أسبابا مباشرة للمثلية، ولا يصنفونها في خانة الأمراض، كما يؤكدون أن البعض تلازمه منذ سن صغيرة قبل أن تتبلور في سن المراهقة أو الشباب، إضافة إلى أنه يصعب التخلص منها، إن لم يكن مستحيلا. ويعيش المثليون بيننا في جحيم لا يطاق. فمنهم من ينطوي على نفسه وينعزل ويعيش في عوالم لا علاقة لها بواقعه، وتكون علاقته متوترة مع الأصدقاء أو العائلة، التي لا تتقبل أن يكون من ضمن أفرادها «شاذ» جنسي، ومنهم من يجد ويجتهد في كبت رغباته المثلية، وقد يلجأ إلى الزواج من الجنس الآخر، فقط لإخراس الألسنة وإبعاد الشبهة، خاصة لدى النساء، رغم أن زيجاتهم غالبا ما تكون فاشلة لانعدام الانسجام الجنسي بين الطرفين، ومنهم من يضرب بكل الأعراف عرض الحائط ويعيش حياته الجنسية المثلية بالطول والعرض، متصالحا مع نفسه، رافضا أن يكون كائنا أو شخصا آخر ليس نفسه. وإذا كانت نظرة المجتمع لا ترحم، فالقانون نفسه صارم مع المثليين، إذ حسم الفصل 489 من القانون الجنائي، في مسألة «الشذوذ الجنسي»، بالنص الصريح الذي يفيد أن الأمر يتعلق بجريمة يعاقب عليها بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، وغرامة من مائة وعشرين إلى ألف درهم. وهي العقوبة التي لم تقنع بعض المتطرفين «الداعشيين» من أعداء التحرر، الذين أصبحوا يلجؤون إلى «شرع اليد»، من أجل معاقبة كل من سولت له نفسه التشبه بأنثى في الشارع العام. نورا الفواري

المثلية … جحيم لا يطاق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الداخلية تطوق انقلابات في العمالات

الشذوذ مجرم بنص

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات