بنكيران يعمق الخلاف

عمق عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، أمين عام سابق للعدالة والتنمية، جراح تحالف الأغلبية الحكومية، من خلال خرجاته المحسوبة الأهداف، والهادفة إلى الإطاحة بحكومة صديقه سعد الدين العثماني، بأي طريقة، من خلال توجيه ضربات تحت الحزام، ضد وزراء حزبه أولا، وضد قيادة التجمع الوطني للأحرار ثانيا، والاتحاد الاشتراكي ثالثا، وهو الأمر الذي أزعج التحالف الحكومي، وعمق هشاشته، التي لازمته منذ تنصيب الحكومة ومصادقة مجلس النواب على برنامجها الحكومي. ويرى بنكيران أنه أقصي من رئاسة حزبه والحكومة معا، وأن "إخوانه" هم أول من تآمر عليه، قبل التجمع الوطني للأحرار، بقيادة عزيز أخنوش، والاتحاد الاشتراكي، بقيادة إدريس لشكر، مؤكدا أن إعفاءه شكل زلزالا سياسيا بالمغرب، وأوقف عجلة الديمقراطية. ولم "يبتلع" بنكيران بعد عملية إعفائه من رئاسة الحكومة واختيار العثماني بدله، متهما إخوانه بخيانته والتآمر عليه، ما يعني أن الرجل لم يتمكن بعد من لملمة جراحه، فأراد ممارسة الإسقاط النفسي على مكونات الأغلبية، فهاجم أخنوش بقوة وحدة في مناسبات مختلفة، كادت تعصف بأغلبية العثماني وإنهاء التحالف. واضطر وزراء الأحرار إلى مقاطعة أشغال المجلس الحكومي، عبر توجيه إنذار لوزراء وقادة "بيجيدي" قصد إسكات بنكيران، لكنه استمر في شن الحرب، بمهاجمة لشكر الذي تكلفت جريدة الحزب بالرد عليه، واعتباره من أصنام حركة الإخوان المسلمين التي تتبنى عقيدة الهيمنة، بصوت واحد، وتحقير وتبخيس الآخرين، وجعلهم مجرد توابع يقدمون له البيعة والطاعة، ما جعل أغلبية العثماني تسير على حقول ألغام وضعها بنكيران، قابلة للانفجار في أي لحظة، تحت أرجل الأحزاب المشكلة للأغلبية. ويشجع بعض صقور الحزب زعيمهم على مواصلة المعركة في باقي المؤسسات الدستورية البرلمانية منها على الخصوص، باستغلال وضعية من لم يحالفهم حظ الاستوزار من قبيل عبد الله بووانو، الذي ترأس لجنة تقصي حقائق المحروقات، واعتبر أن شركة للمحروقات استفادت من ريع وغياب التنافس، لتحقيق أرباح غير أخلاقية وصلت إلى 17 مليار درهم، وهو ما نفاه نص التقرير المصادق عليه برلمانيا. كما تهاجم آمنة ماء العينين الأغلبية، كلما أتيحت لها الفرصة، رفقة عبد العالي حامي الدين، وإدريس الأزمي الإدريسي، الذي ضاعت منه الوزارة، وخالد البوقرعي، وسليمان العمراني، نائب الأمين العام، وزراء في التحالف الحكومي، ومساءلة وزارة الفلاحة والصيد البحري، وهو ما يعمق الخلافات بين الحزبين، ويهدد بتفجير الأغلبية. لقد جعل بنكيران من نفسه زعيما أبديا يعقد تجمعات ويلقي خطابات تشعر الناس أنه يتحدث لغتهم، ويمارس القرب بلغة شعبوية، تركب على مشاكل المواطنين، معتقدا أن فن الخطابة هو جزء من حل المشاكل. وصبر العثماني كثيرا على تهجمات واتهامات بنكيران، الذي عاش رفقته أزيد من 30 سنة في "النضال" لربح معركة الاعتراف بإدماج الإسلاميين في الحياة السياسية، وتحمل بأناة الاتهامات التي كالها له رفيقه في الدرب، ولم يتوقف بنكيران عن المس بشخصية العثماني، حينما اتهمه أنه ضعيف الشخصية، لأن زعماء أحزاب حصلوا على نتائج انتخابية متواضعة هم من تحكموا في تشكيل الحكومة، معتبرا ذلك ضربا لمصداقية العثماني. وظل بنكيران مهاجما للعثماني بالغمز واللمز، حينما أكد أن لا أحد يمكنه أن يتحمل تقريع الملك لقادة ووزراء تعثروا في سير عملهم، وهو يبتسم، إلا أن يكون مختصا في الطب النفسي من طينة العثماني. كما هاجم رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، القيادي في الأحرار، قائلا بأنه لو كان مكان العثماني وقادة الحزب، لرد بقوة عليه، بعد ان اتهم "بيجيدي" بأنه حزب مخرب لمؤسسات البلاد، حتى ولو أدى ذلك إلى إسقاط الحكومة برمتها. وحينما يواجه بنكيران بأنه أخطأ في حق أصدقائه من قادة حزبه، قبل خصومه، يصدر رفيقه سليمان العمراني، النائب الأول، مقالا يزيد الأمر غموضا، حينما يتعسف على المفردات كي تقول أمورا غير تلك التي فهمها المواطنون. أحمد الأرقام

بنكيران يعمق الخلاف

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عُزلة العثماني وتريث الأحرار

نظافة البيضاء إلى أجل غير مسمى

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات