الاستبدال… تقنية البيع الجديدة

شركات وضعت معايير صارمة للتقويم والصيانة قبل إعادة البيع اقتحمت العديد من شركات السيارات مجال بيع السيارات المستعملة، وفتح المجال أمام الزبناء باستبدال سياراتهم القديمة، بأخرى جديدة، في شكل جديد من أشكال التسويق، يهدف تسويق السيارات الجديدة، من جهة، وفتح المجال أمام الزبناء لعرض متنوع من السيارات المستعملة في حالة جيدة وبأثمنة تنافسية. ومن بين الشركات التي شرعت في اعتماد هذه التقنية في التسويق، شركة "ستروين المغرب" التي دأبت على فتح معارض لبيع السيارت المستعملة، مقترحة بذلك على أصحاب السيارات بيع سياراتهم كيفما كان نوعها، واستبدالها بأخرى جديدة من "ستروين". وتشترط الشركة لاستبدال سيارة جديدة بأخرى مستعملة بإجراء خبرة تقنية معمقة، يتم إثرها تقويم السيارة المستعملة، من قبل مختصين، ليتم بعد ذلك تقديم عرض الشركة لاستبدال السيارة، وهي العملية التي تخضع للتفاوض بين الزبون والشركة. ويرى مسؤول في قسم التسويق بالشركة أن هذه العملية المعمول بها في مجال تسويق السيارات، من شأنها توفير سيارات مستعملة للمستهلكين بمواصفات تقنية جيدة، وتجنب الحالات التي يقع فيها المستهلك ضحية لعمليات نصب في عمليات البيع التقليدية، حيث تسوق سيارات متهالكة، أو سبق لها التعرض لحوادث سير تجعلها في وضعية ميكانيكية وتقنية غير سليمة، وتهدد صاحبها بأعطاب ومصاريف إضافية. ولتقويم السيارة المستعملة ومعرفة عرض "سيتروين" لاستبدالها، وضعت الشركة مختصين بمقراتها بكل من الرباط والدارالبيضاء، مهمتهم تقديم كل المعلومات والاستشارات، وتقييم وضعية السيارات المستعملة التي يعرضها الزبناء، مقابل اقتناء أخرى جديدة. وتفيد معطيات أن اعتماد الاستبدال أضحى عملية معمولا بها في سوق السيارات، حيث يفضل عدد من الزبناء اللجوء إلى الشركات، قصد بيع سياراتهم المستعملة، والتي تكون في الغالب في وضعية جيدة، مقابل اقتناء أنواع أخرى جديدة من الشركة ذاتها، عوض اللجوء إلى البيع التقليدي عبر الوسطاء، مفضلين الاستبدال، للحصول على سيارة جديدة. وقدرت أوساط مهنية نسبة اللجوء إلى تقنية الاستبدال، بأزيد من 100 عملية شهريا، في الوقت الذي لم تكن العملية تتجاوز خمسين حالة قبل سنوات، وهو تحول يعكس الدور الذي بات يلعبه التسويق في تنويع أشكال البيع، ورفع رقم معاملات الشركات المختلفة. وحسب رأي مسؤولين تجاريين، فإن ما يحد من انتشار أكبر لهذه التقنية، هو الحذر الشديد من قبل الشركات، بسبب ما تنطوي عليه العملية من مخاطر، خاصة بالنسبة إلى السيارات المصنعة في الصين، أو الأنواع الأقل حضورا في السوق المغربية، والتي لا تعرف هذا النوع من التسويق. ويبقى اللجوء إلى الاستبدال، رغم التطور المسجل من حيث الأرقام، دون مستوى انتظارات الشركات، التي تطمح من خلال هذه التقنية إلى رفع عدد مبيعاتها من السيارات الجديدة. ويسود الحذر الزبناء أيضا، الذين يقبلون على طلب المعلومات حول مزايا الاستبدال، وهامش الربح الذي يمكن أن يحققه لهم، مقارنة مع بيع السيارة في السوق، والتوجه بعد ذلك نحو الشركات لاقتناء سيارة جديدة، خاصة بالنسبة إلى الراغبين في الاستفادة من القروض التشجيعية لمناسبة تنظيم معارض أو عروض رأس السنة. ولا يتجاوز عدد السيارات المستعملة لدى شركة "فورد" على سبيل المثال العشرين سيارة في الشهر الواحد، حسب المسؤول التجاري، بالنظر إلى الإقبال على السيارات الجديدة مباشرة، خارج تقنية الاستبدال. ومن بين العوامل التي تحد من توسع الاستبدال، الإشكالات التي تطرحها مسطرة تحويل الملكية بين البائع، والشركة من جهة، والزبون الثاني الذي يرغب في اقتناء السيارة المستعملة، وتحويل البطاقة الرمادية للسيارة، والتي تستغرق على الأقل شهرين. ورغم ذلك، فقد حرصت الشركة على وضع برنامج "فورد مصادق عليها" يمكن من مراقبة وتقويم دقيقين للسيارة المستعملة، وصيانتها، ما يضمن جودة السيارة ومنح ضمانات الخدمة بعد البيع، كما هو الشأن بالنسبة إلى السيارات الجديدة. وتحرص "فورد" على صيانة دقيقة للسيارة المستعملة، بعد اقتنائها من الزبون، بما يتطلبه ذلك من قطع غيار أصلية، وإصلاح ما بدا ضروريا عند الفحص التقني، وكل ذلك بهدف تقديم سيارة بمواصفات الجودة المطلوبة. ومن بين الشروط التي تفرضها بعض الشركات ألا يتجاوز عمر السيارة خمس سنوات، وألا تتجاوز سقف 100 ألف كيلومتر. ويرى المهنيون أن استبدال العربات القديمة يواجه العديد من الإكراهات، في مقدمتها عدم حماس الشركات لهذا النوع من البيع، مقارنة مع تسويق السيارات الجديدة، بالنظر إلى عدد من العوامل التي تدخل في العملية، والمخاطر التي تفتحها عند عدم التقويم الدقيق لوضعية السيارة المستعملة. ويرى البعض أن هناك سيارات سبق أن تعرضت لحوادث سير، وتم إصلاحها بدقة، مع تزوير رقم الكيلومترات التي قطعتها في العداد، وتغيير الصباغة، كل هذه العناصر تجعل تقويم وضعية السيارة يتطلب تجهيزات تقنية ومهارات وجب توفرها لدى المسؤولين عن الفحص والتقويم. برحو بوزياني

الاستبدال… تقنية البيع الجديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخبار الصباح

"وزيعة" في ملايير الطرق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات