حرب الكركرات… قطاع الطرق

الجزائر تبحث عن مواجهة عسكرية مع المغرب لتعويض خسائر الضربات الدبلوماسية في إفريقيا جربت الاستخبارات العسكرية الجزائرية كل الطرق لمعاكسة وحدة تراب المغرب منذ 35 سنة،عن طريق تمويل ودعم جماعة البوليساريو المسلحة التي انهزمت وانضبطت لقرار وقف إطلاق النار في 1991. وأمام فشل أطروحة فصل الصحراء المغربية عن باقي الأقاليم الجنوبية، انتقلت الجزائر إلى حياكة المناورات على الصعيد الدبلوماسي، لكن أهدافها لم تحقق، وعرت العودة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي إخفاقاتها المسجلة رغم إنفاق قدر كبير من أموال الشعب الجزائري الشقيق في عواصم العالم والمحافل الدولية، ولم يتبق أمامها إلا إشعال فتيل الحرب لفرض زعامة إقليمية لا توجد إلا في أذهان حكامها بوليساريو تتحدى مجلس الأمن الجبهة تسير على خطى الجماعات الإرهابية وتريد وضع المـنطقة تحت حكم العصابات حينما فشلت الجزائر سياسيا ودبلوماسيا، اعتقدت أنه لم يبق لها سوى القيام بمناورات عسكرية لجر المغرب إلى حرب ميدانية في منطقة الكركرات على الحدود مع موريتانيا، لذلك أشرف جيشها واستخباراتها العسكرية على إجراء تدريب لجماعة البوليساريو في تندوف وكولمب بشار، بعتاد اشترته بفضل عائدات النفط والغاز الطبيعي المقدرة بنحو 40 مليار دولار سنويا، ما سهل على الاستخبارات العسكرية الجزائرية التحكم في مصاريف الصناديق السوداء سواء بشراء ذمم كبار مسؤولي بعض الدول أو المنظمات الدولية، لاستصدار قرارات معاكسة لوحدة تراب المغرب، أومن خلال استقطاب مرتزقة لحمل السلاح، من مختلف الدول الإفريقية. وفي خطوة استفزازية، أقام مقاتلو جماعة البوليساريو الانفصالية موقعا عسكريا جديدا في الصحراء المغربية بالقرب من منطقة كركرات على مسافة قريبة جدا من الجيش المغربي، بدعم من جنرالات وضباط الجيش الجزائري. إذ تأتي خطوة الاستفزاز هذه تزامنا مع نشاط كثيف للدبلوماسية المغربية الهادئة في إفريقيا ضمن جهود المغرب الذي استعاد مقعده في الاتحاد الإفريقي وأيضا إثر سحب العديد من الدول الإفريقية، اعترافها بما يسمى بالجمهورية الصحراوي المزعومة. لذلك تسعى الجزائر من وراء تحرك مرتزقة البوليساريو إلى بدء إشعال فتيل الحرب لأجل نسف عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، والظهور أمام الدول الإفريقية بأنها ظلمت وأن هدف المغرب هو بسط السيطرة والهيمنة على تراب الدول الإفريقية، بل تريد من خلال خرق وقف إطلاق النار إلى إيقاف كل الاتفاقيات التي وقعها المغرب مع الدول الإفريقية بعد انتهاء الزيارات الناجحة التي قام بها الملك محمد السادس لعدد كثير من الدول الإفريقية. ويبدو أن الجماعة الانفصالية بقيادة الجزائر اختارت هذا التوقيت للتشويش على الجولة الافريقية المثمرة للملك محمد السادس، التي لقيت دعما قويا من قبل العديد من الدول الإفريقية، ومن قادتها ورجال ونساء الأعمال والمال، ومن المثقفين وعلماء الدين، والصحافيين والباحثين في كل القطاعات الإنتاجية والعاملين والموظفين، وعموم الشعوب الإفريقية التي ملت من سماع دوي الانفجارات والتقتيل، والحروب المشتعلة على الحدود، والاقتتال الطائفي والديني، والترهيب الذي تقوده التنظيمات الإرهابية، التي تذبح النساء وتيتم الأطفال وتدمر وتخرب المؤسسات، وذلك لأجل إفريقيا جديدة تعيش رخاءها الاقتصادي وتنعم بالازدهار كباقي شعوب العالم المتقدم. وتنتشر صور على عدة مواقع انترنت موالية لجماعة البوليساريو بدعم لوجستيكي جزائري، يظهر فيها زعيم الجماعة المسلحة، إبراهيم غالي باللباس العسكري إلى جانب عدد من رجاله يتفقد ميلشيات وعربات رباعية الدفع متوقفة في تندوف أو في منطقة الكركرات عند الحدود الموريتانية. وبدأ المغرب ببناء طريق معبدة في الكركرات شهر غشت من السنة الماضية وراء خطوط دفاعه وهو حاجز رملي أقيم على طول حوالي 2500 كيلومتر للتصدي لعمليات التهريب، إذ أطلق على المنطقة " قندهار" لما أضحت تمثله من خطورة على دول شمال إفريقيا وجنوب الصحراء، وعلى البواخر المارة على الأطلسي، واستغل تجار المخدرات والبشر والأسلحة غياب المراقبة، وأسسوا لأنفسهم مكانا آمنا بعيدا عن أعين المراقبة لإيهام المواطنين أنهم في سوق مفتوحة لتبادل البضائع والمنتجات بين القبائل، وخاصة الرحل منها، فيما واقع الحال أثبت أنها تحولت إلى جسر لبيع الأسلحة التي تحتاجها التنظيمات الإرهابية النشيطة في مالي. "مينورسو" لم تتحمل مسؤولياتها لتفادي أي مشكل أخبرت السلطات المغربية البعثة الأممية المينورسو المتخصصة في مراقبة وقف إطلاق النار، بأن الأشغال التي قامت بها السلطات المغربية على الطريق الفاصلة بين الكركرات والتراب الموريتاني، ذات طابع مدني، تهدف إلى نسف خطة إقامة مدينة تتحكم فيها العصابات والمافيا والتنظيمات الإرهابية، على شاكلة ما كان يعرف لدى الدول والحكومات والحلف الأطلسي ومجلس الأمن، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي والبرلمان الأوربي، والبانتغون الأمريكي، بقندهار على الحدود الباكستانية الأفغانية التي ساعدت تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن على شن الحرب على أمريكا نفسها، لكن اتضح أن بعثة الأمم المتحدة لا تتحمل مسؤوليتها في حفظ الأمن القومي الدولي، إذ عوض أن ترسل بيانات دقيقة وواضحة عما يجري في المنطقة من تهريب للأسلحة، والنساء والمخدرات، عمدت إلى تطبيق خيار تعزيز القوات لمراقبة وقف إطلاق النار، واستعمال عبارات دبلوماسية من قبيل نأسف للتطورات الحاصلة". ولو رغب المغرب في ترك الحابل على النابل في المناطق الحدودية مع الجزائر وموريتانيا، لاهتزت أوربا على وقع التفجيرات إذ توعدت " داعش" أكثر من مرة الدول الغربية بغزوها، ولانتشرت بواخر قراصنة البحر في منطقة الساحل والصحراء، كما حصل في أكثر من مناسبة دفعت قوات الجيش الفرنسي إلى التدخل لدفعها إلى التراجع، لذلك يستغرب متتبعون أن هيأة الأمم المتحدة، لا تساعد المغرب بما يكفي للدفاع عن الأمن القومي لدول شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، والدول الإفريقية، ودول الحلف الأطلسي. ضرب السفن المغربية أكد المغرب أنه "سيتحلى بضبط النفس" فعمد إلى سحب قواته المراقبة، لكنه أكد أيضا تصميمه على إنهاء أعمال بناء الطريق المعبدة، لأنه يتوقع هجمات بصواريخ على السفن العابرة للمحيط الأطلسي، واستغرب خبراء التحليل الاستراتيجي، تواطؤ قوات "المينورسو" كأنها مستفيدة من تجارة الممنوعات، علما أن المغرب يدافع عن وحدته الترابية، لأن تراب الصحراء منطقة قريبة من باقي المدن الجنوبية للمغرب، وامتداد جغرافي طبيعي، وهي ليست جنسية كما تدعي الجزائر حتى يقرر مصير مواطنيها، وإلا طلب من أزيد من 50 دولة في العالم بتقرير مصير سكان أي منطقة بها كتبان رملية، من الجزائر إلى موريتانيا مرورا بليبيا وكل المشرق العربي وصولا إلى أمريكا في صحراء نيفادا واستراليا، إذ أن كل دولة تتوفر على امتداد جغرافي ترابي صحراوي يوضع ملفها في الأمم المتحدة، لذلك أصبح على المنتظم الدولي تجنب كثرة مسببات عدم الاستقرار من خلال دعم الحركات الانفصالية كما الجماعات الإرهابية. أحمد الأرقام

حرب الكركرات… قطاع الطرق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مناورات بالذخيرة الحية

محكمة سلا تصدر أحكاما جديدة في حق إرهابيين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات