المغرب يجر الجزائر إلى مناقشة الحكم الذاتي

رد على استفزازاتها المتواصلة في الأمم المتحدة وطرح حقوق شعب القبايل في اللجنة الثالثة انتقل المغرب في خطوة ديبلوماسية هجومية إلى الرد على الاستفزازات الجزائرية بالأمم المتحدة، حول ملف الصحراء، إذ ظل يواجهها في اللجنة الرابعة للجمعية العامة الخاصة بتصفية الاستعمار، ونقل المواجهة إلى اللجنة الثالثة المعنية بالشؤون الاجتماعية والإنسانية والثقافية. وجاء الرد المغربي هذه المرة صارما، من خلال دعوة الأمم المتحدة ومختلف هيآتها لإدراج حماية والنهوض بحقوق شعب القبايل ضمن جدول أعمالها، وفقا لميثاق الأمم المتحدة والآليات والإعلانات الأممية ذات الصلة.ويأتي هذا التصريح أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة بعد الاستفزاز الجديد الذي قام به الوفد الجزائري حول قضية الصحراء المغربية، في وقت لم تكن هذه النقطة مدرجة في جدول الأعمال.ويبدو أن المغرب اضطر، أمام تكرار الاستفزازات الجزائرية المعاكسة للوحدة الترابية للمغرب، إلى تغيير سلوكه الدفاعي، والاكتفاء برد الفعل، إلى ممارسة ديبلوماسية هجومية، لإيقاف الجزائر عند حدها.وفي هذا الصدد، حذر عمر ربيع، مستشار بالبعثة المغربية في نيويورك، الأمم المتحدة من أن تصبح متواطئة في الصمت الذي فرض عنوة وبالعنف على شعب القبايل، مؤكدا أنه «يتعين على المجتمع الدولي إبراز أصوات أزيد من ثمانية ملايين قبايلي، ظلوا لمدة طويلة تحت وطأة الصمت والخفاء».والأكيد أن الجزائر التي يحلو لها التغني دوما بأسطوانة حق تقرير المصير، حين يتعلق الأمر بـ»الشعب الصحراوي»، الذي ليس في حقيقة الأمر، سوى آلاف أبناء الصحراء المغربية، التي فرضت عليهم الآلة العسكرية الجزائرية، الحصار في مخيمات تندوف، فوق التراب الجزائري، ستصاب بالصدمة، وهي تواجه سؤال تقرير مصير شعب القبايل، الذي يتجاوز عدد سكانه ثمانية ملايين نسمة، ومحروم من ممارسة حقوقه الأساسية، ويعيش حالة حصار عام، ويخضع أبناؤه لعقاب جماعي، فقط، لأنه طالب بممارسة حقه الشرعي في تقرير المصير والحكم الذاتي.إن الأولى بحق تقرير المصير ليس هو «الشعب الصحراوي» المحتجز في مخيمات لحمادة، تحت الحصار والفقر، بل هم أبناء القبايل، المحرومون من حرية التعبير والتظاهر، من أجل المطالبة بطموحهم في تقرير المصير والتمتع بالحكم الذاتي، وهي المطالب التي ووجهت بقمع عنيف واعتقال للمتظاهرين، كما تشهد على ذلك بيانات منظمات غير حكومية دولية، من بينها «هيومن رايتس ووتش.»وقد استند المغرب في إثارة ملف القبايل بالأمم المتحدة إلى المادة 4 من إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية، والتي تنص على أن «للشعوب الأصلية، في ممارسة حقها في تقرير المصير، الحق في الاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي، في المسائل المتصلة بشؤونها الداخلية والمحلية، وكذلك في سبل ووسائل تمويل مهام الحكم الذاتي التي تضطلع بها».إن الجزائر تتحمل مسؤولية استمرار النزاع المفتعل حول الصحراء لأزيد من أربعين سنة، إذ جعلت من قضية الصحراء أولوية لسياساتها الخارجية، وجندت لها كل آلتها الدعائية والديبلوماسية، وصرفت على صنيعتها بوليساريو ملايير الدولارات من عائدات النفط، كان الأولى أن توظف في مشاريع والاستجابة لمطالب أبناء الجزائر. هي رسالة جديدة من المغرب، فهل سيستوعب حكام الجزائر، وهم يحتفلون بذكرى ثورة التحرير الدرس، وينهون سياساتهم العدائية للمغرب، ويتجهون نحو بناء المستقبل المشترك، في إطار المغرب الكبير، ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، في ظل التهديدات المحيطة باستقرار المنطقة؟برحو بوزياني

المغرب يجر الجزائر إلى مناقشة الحكم الذاتي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شروط جديدة لمترشحي الباكلوريا الأحرار

الأمطار تعيد شبح الانهيارات إلى المدينة القديمة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات