يقيم حوالي ثلاثة أرباع فقراء المغرب (72 في المائة من العدد الإجمالي) بالوسط القروي. وأوضحت المندوبية السامية للتخطيط أن الفقر متعدد الأبعاد، يأخذ بعين الاعتبار، إضافة إلى القدرة الشرائية، ثلاثة أبعاد رئيسية، تتمثل في صعوبات الولوج إلى الحاجيات الأساسية، خاصة التعليم والصحة وظروف العيش. وأكدت المندوبية أنه تم تسجيل، خلال العشرية الأخيرة، ما بين إحصاءي 2014 و2024، تراجع نسبة السكان في وضعية فقر، إذ انتقلت من 11.9 في المائة إلى 6.8، ليتقلص العدد الإجمالي من 4 ملايين شخص إلى مليونين و500 ألف. وأكدت المندوبية أنه رغم هذا التطور الإيجابي، فإن الفوارق المجالية ما تزال عميقة، إذ يعتبر الفقر متعدد الأبعاد ظاهرة قروية بالدرجة الأولى، مشيرة إلى أن 72 في المائة من الفقراء يقيمون في الوسط القروي، علما أن النسبة كانت تصل، قبل عشر سنوات، 79 في المائة. وسجلت المندوبية أن جميع جهات المملكة عرفت انخفاضا في معدل متعدد الأبعاد، خلال العقد الأخير، مع تراجع بارز في المناطق التي كانت الأشد تضررا، ورصدت أهم الانخفاضات بجهة مراكش آسفي، حيث انخفض المعدل بـ 7.9 نقط مائوية، وجهة بني ملال خنيفرة بناقص 7.5 نقط مائوية، وجهة طنجة تطوان الحسيمة بناقص 6.8 نقط، وجهة درعة تافيلالت بناقص 6.7 نقط. وشهدت الأقاليم التي كانت أكثر فقرا انخفاضا كبيرا في معدل الفقر، إذ تقلص بناقص 16.7 نقطة بأزيلال، تليها شيشاوة بانخفاض بناقص 14.8، ثم الصويرة بناقص 13.8، وفكيك بناقص 12.5، والفحص أنجرة، وشفشاون بناقص 12.4، واليوسفية بناقص 11.8، وميدلت بناقص 11.5، والحوز بناقص 11، وآسا الزاك بناقص 10.9، وكرسيف بناقص 10.3. وسجلت خمسة أقاليم معدلات فقر تفوق ضعف المعدل الوطني، على غرار أزيلال، التي وصل معدل الفقر بها 17 في المائة، وشيشاوة 15.1، والصويرة 14.8، وتازة 14.4، ووزان 13.6، وتضم هذه الأقاليم لوحدها 20 في المائة من مجموع الأشخاص في وضعية فقر متعدد الأبعاد. ويتركز ما يناهز 70 في المائة من مجموعة الفقراء في خمس جهات، ويتعلق الأمر بجهات فاس مكناس، التي تضم 16.2 في المائة من الفقراء، ومراكش آسفي بـ 15.7، و13.5 بجهة البيضاء سطات، والرباط سلا القنيطرة 11.9، وطنجة تطوان الحسيمة 11.5. عبد الواحد كنفاوي