رئيس جامعة الأخوين قال إنها تتعامل مع أرباب العمل بمنطق شبيه بوكالة توظيف حل أمين بنسعيد، رئيس جامعة الأخوين، في الأيام الأخيرة، على نادي "ليكونوميست"، الذي يستقبل بشكل دوري شخصيات بارزة من مجالات مختلفة، وقدم في حوار مطول، معطيات ذات أهمية كبيرة، حول جامعة الأخوين وتكوين الطلبة داخل أروقتها، وعلاقتها بأرب العمل وسوق الشغل. قال بنسعيد إن جامعة الأخوين أمريكية ومغربية في آن واحد، مبرزا أن نظامها مستوحى من نظام التعليم الأمريكي والمكيف مع السياق المغربي، وأن خصوصيتها أيضا تكمن في وضعيتها الفريدة من نوعها في المغرب، باعتبارها جامعة عمومية ولكن ذات تدبير خاص. يضيف بنسعيد أن المؤسسة اختارت أن تكون نوعا من "المختبر الحي" (living lab)، منذ تأسيسها قبل ما يقرب من 30 سنة، لتجريب الابتكارات البيداغوجية والتنظيمية، لمشاركتها مع قطاع التعليم العالي. ونجحت الجامعة في تخطي مجموعة من التحديات، من قبيل تحدي تشغيل الخريجين في سوق يتطور باستمرار ويشهد تحولات مهمة، وفي مواجهة شركات تعرف تحولات عميقة. وفي هذا السياق، يرى بنسعيد أن توجه الجامعة نحو "الفنون الحرة" أو العلوم الإنسانية، يمنح مزايا مؤكدة للطلبة، من خلال تزويدهم بمهارات ناعمة، إذ 84 في المائة من الطلبة يتمكنون من الحصول على عرض عمل حتى قبل التخرج، مبرزا أن الأمر يتعلق أساسا بعمل مكثف، سواء مع الطلبة أو مع أرباب العمل وفي ما يخص البحث عن وظائف من قبل الطلبة، يقول بنسعيد إن الجامعة تبنت فكرة تتمثل في مرافقتهم لمساعدتهم على تغيير طريقة تفكيرهم، وفهم أن "العثور على وظيفة هو وظيفة بحد ذاته"، وأنه لا يكفي الحصول على شهادة لفتح جميع الأبواب تلقائيا. وأما في ما يخص أرباب العمل، فكان التحدي يتمثل في فهم احتياجاتهم والتعامل معهم باعتبار جامعة الأخوين وكالة توظيف. يشرح بنسعيد أن إدارة المؤسسة تعمل بمنطق صائدي الكفاءات، إذ تبحث بين الملفات الموجودة في الحرم الجامعي، عن المواهب التي تطابق متطلبات الشركات وتعد قوائم مختصرة، وخلال زيارة واحدة لا تتجاوز يوما واحدا، يعثر أرباب العمل على المواهب التي يبحثون عنها. وأوضح بنسعيد "أن الجامعة لا تكتفي بإعداد القوائم ومرافقة الطلبة، بل هناك مبادرات أخرى، من قبيل مبادرة "Career Success"، إذ راهنت الجامعة على التعلم التجريبي، فضمن المسار الدراسي، نحقن الطلاب بأكبر قدر ممكن من جرعات التعلم العملي، وهكذا، يكتسب الطالب خبرات مهنية متتالية طيلة مسيرته الأكاديمية، عبر مسارين رئيسيين، الأول يهم التكوين بالتناوب بين الجامعة والشركات، والثاني يخص التوظيف داخل الحرم الجامعي، أي الدراسة والعمل في الوقت نفسه لفائدة جامعة الأخوين". وأما بالنسبة إلى المجالات التي يعمل فيها الطلبة بعد تخرجهم من جامعة الأخوين، يقول رئيس الجامعة، "إننا نجدهم بشكل أساسي في الشركات متعددة الجنسيات، في قطاعات مثل البنوك والاستشارات والدبلوماسية، كما يحضرون في المهن الجديدة من قبيل تكنولوجيا المعلومات والطاقات المتجددة". طالما كان ينظر إلى الأخوين، أنها الجامعة الخاصة الوحيدة في المغرب، الأكثر نخبوية، غير أنه في السنوات الأخيرة شهد قطاع التعليم العالي الخاص تحولا نوعيا مع ظهور فاعلين جدد، منهم جامعات بشراكة مع الدولة، تتمتع ببنيات تحتية بمعايير دولية، وتركز بشكل قوي على البحث العلمي. وفي هذا السياق يقول بنسعيد "أصبح المغرب الآن مجهزا جيدا لتقديم تعليم عال ذي جودة. وفي ظل هذه الدينامية الجديدة للقطاع، تظهر الدراسات التي أجريناها أن جامعة الأخوين لا تزال الرقم واحد في أذهان الناس، وتحافظ على الصدارة من حيث الاعتبار". وأضاف أن الجامعة التي تتوفر على قرابة 400 شراكة، تحضر خطتها الإستراتيجية لـ 2030، كما تهدف إلى رفع عدد طلبتها من 4 آلاف حاليا إلى 5 آلاف بحلول 2026. وفي وقت يداهم فيه الذكاء الاصطناعي مناهج التكوين في مختلف جامعات العالم، ومؤسسات البحث العلمي، في غياب رؤى موحدة حول طرق التعامل مع هذه التقنية الحديثة، يقول بنسعيد، إن الذكاء الاصطناعي سيعمم على جميع مسارات جامعة الأخوين بداية من شتنبر المقبل، وذكر رئيس الأخوين، أن هذا التخصص يدرس في الجامعة منذ 1995، من خلال وجود ماجستير فيه. وأوضح بنسعيد أنه ومع التطور الكبير لهذه التكنولوجيا في السنوات الأخيرة وانتشار استخدامها بين الطلبة، كان من الضروري تحديد كيفية تنظيمها. وفي سياق الحديث عن هذا الذكاء الاصطناعي، يؤكد رئيس الجامعة الخبير في علوم الحاسوب، إنه تم عقد اجتماعات مع الأساتذة، خاصة بعد تسجيل بعض الحوادث المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي أثناء الامتحانات، كما تم تنظيم ورش عمل بمشاركة خبراء في المجال لتجهيز الأساتذة بأدوات تمكنهم من مواجهة هذه المشكلة، ومنذ عامين، شارك أكثر من 74 في المائة من أساتذة الجامعة في هذه الورش. وأضاف بنسعيد "قمنا بعمل حول الذكاء الاصطناعي عبر المناهج (AI across the curriculum)، أي تحديد كيفية إدخال الذكاء الاصطناعي في جميع المسارات الدراسية. لذلك، بدءا من شتنبر المقبل، سنكون قد حددنا بالضبط كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي في التدريس". عصام الناصيري