العسولي: علماء يرهبوننا فكريا

قبل توصية المجلس الوطني لحقوق الإنسان الخاصة بالإرث، كانت إثارة جمعيات نسائية خاصة فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، لهذا الموضوع، تخرج العلماء من مجالسهم، ليوجهوا رسائل ساخطة، مفادها أن "لا حق للنساء في مناقشة شغل العلماء"، وهو رد الفعل نفسه الذي يواجه مجلس الصبار، بعد أن تعالت أصوات المستنكرين للتوصية، الصادرة عن مؤسسة رسمية.وفي هذا الصدد قالت فوزية العسولي، رئيسة فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، إن "امرأة جادلت الرسول الكريم، ووردت هذه الواقعة في إحدى سور القرآن الكريم، فكيف للعلماء، أقول بعض العلماء أن يحرمونا من هذا الحق، وأن يرهبونا فكريا؟".وأوضحت العسولي أن موضوع الإرث لم يأت من فراغ، بل "تعددت شكايات الأسر والنساء، خاصة في شق التعصيب، وضمن هذه الشكايات ما كان يمثل حيفا، ويضرب مقاصد الإسلام التي هي العدل، فالإسلام صالح لكل زمان ومكان، بمقاصده، وإذا اختلت هذه المقاصد في جانب ما يتدخل العلماء ويأتي دور الاجتهاد، لأنه في اختلال العدل إساءة للذات الإلهية".وزادت العسولي، أن معيار تقسيم الإرث لم ينبن على الجنس، ما يثبت ذلك أن هناك 30 حالة في الإرث تتساوى فيها النساء والرجال، و5 حالات فقط يقع فيها هذا الاختلال، وهو اختلال لم يكن حاضرا في المجتمعات السابقة، أي في العهد الذي كان فيه رجال العشيرة ينفقون على نسائهم، ليس فقط الزوجة والبنات، بل زوجات الأشقاء وأبناء الأعمام وغيرهن، أي أن رجال العشيرة لا يهملون نساءهم"، لذلك، كان مبررا ومنطقيا أن تبقى ثروة العشيرة في حدودها، ومع ذلك منح الله تعالى الحق في الإرث للنساء". أما اليوم تضيف العسولي، التي سبق أن استضافت جمعياتها علماء ناقشوا موضوع الاجتهاد في الإرث بالتعصيب، بعد دراسة عدة حالات لنساء شردن بسبب التعصيب، "لم يعد هذا التقسيم عادلا، لأن النساء يشاركن في بناء ثروة العائلة، بل إن المفهوم تغير وأصبحنا نتحدث اليوم عن أسرة نووية، كما أنه لا توجد قوانين تلزم مثلا الأخ بالإنفاق على زوجة أخيه أو زوجة ابن عمه، كما كان يحدث في المجتمعات السابقة".وعن بعض ردود الفعل الغاضبة من توصية المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قالت العسولي، "على العلماء التحرك لدراسة التحولات الاجتماعية التي طرأت على مجتمعنا، والتي أصبحت تلزمهم بفتح نقاش جدي، كما كان المغاربة يفعلون، إذ كانت المواضيع قابلة للنقاش حين تطرأ إشكالات حقيقية، ولم تكن تثير مثل هذه الضجة، فعلال الفاسي رحمه الله سبق أن طرح مسألة الإرث في أحد كتبه، ولم يثر الموضوع كل هذه البلبلة".ضحى زين الدين

العسولي: علماء يرهبوننا فكريا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حياة جاكسون في مسلسل

التوحيد والإصلاح استبقت التوصية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات