أطلق النجم المغربي سعد لمجرد أخيرا أغنيته "السينغل" الجديدة بعنوان "لمعلم"، والتي حققت منذ الساعات الأولى لإطلاقها في الوقت نفسه مع "الفيديو كليب"، نسب مشاهدة عالية على "اليوتوب" ومواقع التواصل الاجتماعي.الجميع كان ينتظر أغنية سعد بفارغ الصبر. البعض فضولا وشغفا بالتعرف على جديد فنان مغربي استثنائي، والبعض الآخر ترقبا لأي غلطة تفتح له باب الانتقاد والتشفي. لم يخلف لمجرد الموعد. أو بمعنى آخر "فرع الطرح". وأتى جديده، كما العادة، في مستوى ما ينتظره منه جمهوره. صحيح أن الكلمات مركبة تركيبا فقط حتى تكون القافية على وزن القافية، لكن ذلك لا يمنع من القول إن المنتوج الجديد لا يخلو من نقاط قوة، سواء على مستوى اللحن أو التوزيع أو إخراج "الفيديو كليب" (الذي كان عبقا بعطر تامغرابيت) أو الأداء المميز لسعد. الأغنية لم تمر مرور الكرام طبعا. والبعض شحذ سكاكينه وأتى في الأغنية طعنا وتمزيقا بمجرد نزولها، معيبا على سعد أنه فتح على الفنانين المغاربة باب الأغنية السوقية التي تمتح كلماتها من الشارع، في حين أنه أيقظ الأغنية المغربية من سباتها، وأصبحنا اليوم شاهدين على ولادة نجم مغربي بمعنى الكلمة، لا يقل شأنا عن نجوم العالم العربي "اللي كا يشوفوهوم البنات ويسخفو". لم ينزل سعد لمجرد ب "الباراشوت" على المجال الفني. فعدا عن أنه ابن المطرب المغربي ذي الصوت المتميز البشير عبده وتربى في بيئة فنية بامتياز، فهو قد خطا خطواته في المجال الفني بتمهل. تعرف عليه الجمهور العربي من خلال برنامج "سوبر ستار" الذي وصل مراحله النهائية لكنه لم يفز باللقب، ثم مرت عليه سنوات بعد ذلك بين ظهور وغياب، قبل أن يطلق أولى أغانيه "السينغل" الضاربة "سالينا" التي فتحت له أبواب الخليج على مصراعيها، وبعدها ألبومه الأول الذي تضمن العديد من الأغاني الجميلة و"المخدومة"، لينزل بعد ذلك بكل ثقله من جديد ب"نتي باغية واحد" مع "ديدجي فان"، والتي أوصلته إلى الشهرة والنجومية على مستوى العالم العربي كله، لتتوالى بعدها حفلاته ومهرجاناته واستضافته في البرامج التلفزيونية الشهيرة...لا يشبه سعد غيره من الفنانين الذين أرادوا أن يتشبهوا به علهم يصلون إلى نجاحه. إنه الأصل... والباقي تقليد. مخطئ من يعتقد أنها ضربة حظ أوصلت سعد إلى ما وصل إليه. فالمتتبع لمساره يدرك جيدا أنه رسم استراتيجيته بذكاء، واستعان بفريق عمل لم يسبق أن أتيحت له الفرصة ليظهر مواهبه كما يجب، فنجحوا معا. سعد "خسر الفلوس" على الفن ولم يجلس يتباكى، كما البعض، بسبب القرصنة وعدم وجود منتجين... لقد درس جيدا السوق وجمّع فريقه وغامر وانطلق. صحيح أنه ضيع بعض السنوات منذ "سوبر ستار" إلى "سالينا"، لكن الوصول ولو متأخرا أهم من عدم الوصول أبدا، كما يقول المثل الفرنسي. أيضا، سعد لا يغني كلاما سوقيا. "سالينا" لا تتضمن كلمات "شوارعية". "لمن نشكي" و"مال حبيبي" كلماتها راقية، ومثلها "نتي باغية واحد" التي تتضمن كلاما عاديا وتحمل معنى بسيطا، غير المعنى الجنسي الذي أولها به الكثيرون، واعتقد البعض أنه سر نجاح الأغنية فانفتح "المزاد" على من يصل أكثر إلى الحضيض وأصبحنا شاهدين على "ناري واعر" و"ناري شحال هازة"...خلاصة القول: سعد لمجرد... أنت معلم... سالينا. (*) موقع في الواجهة www.filwajiha.com