استعمال طرق متجددة بسجني علي مومن وابن احمد لمحاولة مباغتة الحراس تلغيم الوجبات الغذائية بالمخدرات والخمور، واستعمال تقنيات "السلبة" من خارج أسوار السجن، هي معركة مستمرة داخل السجون، لا تحط أوزارها بطرق معينة يتم اكتشافها إلا لتنطلق من جديد عبر أشكال أخرى، تتحدى "الإجراءات" الأمنية ومستوى ذكاء القائمين على تسيير الوحدات السجنية. تقنيات عالية وحيل قابلة للتجديد في كل زيارة يقوم بها ذوو السجناء، تكون بإدخال الممنوعات إلى المؤسسات العقابية، ظنا منهم أنهم يساهمون في التخفيف عن أبنائهم، غير أن اكتشاف أمرهم يحولهم من زائرين إلى سجناء.بسجن عين علي مومن وسجن ابن أحمد الموجودين فوق تراب إقليم سطات، عشرات القصص حول طرق مبتكرة لإدخال الممنوعات إلى المؤسستين، وتم إحباطها باليقظة أو الوشاية أو حتى الصدفة. رغيف محشو بـ "القرقوبي" ب 300 درهم في سجن بن احمد شكل سجن بن احمد، إلى وقت قريب، نقطة سوداء إذ عرف فضيحة تسريب صور من داخله، تم تداولها عبر المواقع الاجتماعية عصفت بالمدير ، رئيس المعقل، المقتصد والعديد من الموظفين. وقد عرفت المؤسسة فضيحة "براكاج" (إغلاق عنبر الأسرة) شكلت الشجرة التي تخفي الغابة إذ أطاحت بالمدير الذي نقل الى القنيطرة، وساقت أزيد من 20 موظفا نحو التحقيق، بخصوص التورط في تسريب الممنوعات وعلى رأسها الهواتف المحمولة.التحقيقات التي عهد بها إلى الأمن الوطني بابن احمد كشفت بأن موظفين كانوا يشتغلون حمالين مقابل عمولات مالية فيما كان سجناء يلجؤون الى رفاق لهم يرمون لهم بالمخدرات من خارج أسوار السجن عبر تقنية "السلبة"، وبينت التحقيقات ضعف التغطية الأمنية على عهد الإدارة السابقة وعدم التزام الإدارة بالمذكرات المصلحية، ما تسبب في إغراق المؤسسة بشتى أصناف التخدير. لكن المثير أن أهالي المعتقلين كانوا يلجؤون إلى دق كميات من حبوب الهلوسة واستعمالها في إعداد نوع من الرغيف يسرب بكل سهولة للمعتقلين يعرضونه للبيع ب300 درهم للواحدة كما كان سجناء آخرون يعرضون أصنافا غذائية أخرى للبيع كالكفتة يتم طهوها بطحين كله حبوب هلوسة.وبادر "التامك" الى استقدام مدير جديد كثف من إجراء المراقبة والطواف و أضحت الاغذية تخضع لمراقبة مشددة وتم تجنيد مخبرين للتبليغ عن أية محاولة لتسريب الممنوعات، وهو ما انعكس سلبا على سوق الممنوعات، إذ قفز ثمن الهاتف من 1000 درهم إلى 5000، فيما اختفت المخدرات بشكل كلي. قصة مهند علي مومن الذي ألف جلب المخدرات من المستشفى بمداد من ذهب كتب أحد السجناء صفحات من تاريخ سجن علي مومن، هذا الشاب الذي كان في عقده الثاني يقضي عقوبة حبسية مدتها 30 سنة من أجل جناية القتل العمد استطاع نسج علاقات وطيدة مع مسؤولين بالسجن، شرعت أمامه أبواب عديدة، أودع في البداية بسجن الاحداث وظل به عقدا من الزمن حيث كان الآمر الناهي، قبل ان يتم توظيفه بمقهى الزوار المقابل لبوابة السجن. كان مهند كما كان يلقبه عموم الزوار والموظفين لتوازي فترة اعتقاله مع إذاعة فيلم تركي، يتسلم كيسا بلاستيكيا به 1000 قرص مهلوس يدسها داخل جيب بذلة "الكونداني" الخاصة ب"الكرافة" يلج باب السجن بكل سهولة، وفي أقل من 5 دقائق يحصل على 5000 درهم عمولة.وبعد ان كثر عليه القيل والقال، لجأ الى طريقة أخرى، إذ كان يحصل بمساعدة موظفين بالسجن على مواعد بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، يتم اخباره مسبقا بتواريخها ويحرص على التنسيق مع شركاء له خارج أسوار السجن يتسلم منهم المخدرات ويتولى تسريبها، بعد أن ينجح في شراء ذمم موظفين. رمي المخدرات من السور الخارجي لسجن علي مومن شهد سجن علي مومن خلال الآونة الأخيرة، محاولة لإدخال كمية من مخدر الشيرا كانت موجهة للاستهلاك داخل أسوار السجن، ومكنت عملية مراقبة دقيقة خارج أسوار السجن باشرها حراس السجن من اكتشاف "الشيرا" وهي مرمية وراء السور الخارجي. وأكدت مصادر بأن الأمر يتعلق بصفيحتين من مخدر الشيرا ومجموعة علب أوراق التلفيف، وحزام من الأقراص المهلوسة. وقد تم فتح تحقيق في الموضوع للوقوف على حيثيات محاولة إدخال المخدرات إلى السجن، واستغلال السور الخارجي. خصوصا وأن السجن يوجد في منطقة معزولة وسط حقول فلاحية، وما يزيد من صعوبة أمر ضبط المهربين الذين يلجؤون لهذه الطريقة بعد الاجراءات الصارمة التي اتخذت لتأمين دخول المؤن إلى السجن، وغياب الإنارة العمومية في محيط السجن، وهو ما يضطر الإدارة إلى تعيين لجن تفتيش متنقلة بشكل دائم بمحيط السجن. هشام الأزهري (سطات)
