“مرارة” تثير جدلا قانونيا

محاكم الجديدة في الطليعة بسبب عدد القضايا المرتبطة بالأخطاء الطبية أضحت محاكم الجديدة في طليعة المحاكم ببلادنا في عدد القضايا، التي تروج بسبب شكايات مرتبطة بأخطاء طبية منسوبة لعدد من الأطباء الذين لهم شهرة بالمدينة ومسار طويل في العمليات الجراحية. وجر أطباء نساء وتوليد إلى التحقيق والمحاكمة، في شأن وفيات حوامل قضين فوق أسرة الوضع، وفي غالب الأحيان بسبب وقوع نزيف حاد عجل برحيلهن. وكانت خبرات ثلاثية أنهت الجدل القانوني حول طبيعة الأخطاء الطبية، ونفت المسؤولية التقصيرية لهؤلاء الأطباء، بينما أدانت بالحبس الموقوف التنفيذ بعضا آخرين منهم ، وحكمت لذوي هالكة ماتت بفعل مشكل في عنق الرحم كانت تحمله معها حتى قبل الوضع، بمبلغ تعويضي من التأمين قارب خمسين مليونا. وهي القضية التي بلغت محطتها الأخيرة في محكمة النقض، والتي من خلالها يصر الطبيب المتابع على براءته التي استمدها من خبرة ثلاثية تنفي ضلوعه في الوفاة، ومن شهادات كثيرة من فعاليات تشهد لذلك الطبيب بالتفاني في المهنة والباع الطويل. وبين حين وآخر تطفو على السطح قضايا جديدة مرتبطة بأخطاء طبية ، يظل القاسم المشترك أنها مثل قضايا العقار تطول في الزمن لارتباطها بصعوبة تحديد " الخطأ الطبي" وأيضا لطول المساطر المتعلقة بخبرات ثلاثية وأخرى مضادة ، وفي الغالب يستغرق البت فيها اكثر من ست سنوات أو أكثر . ومن القضايا التي استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي بالجديدة، تلك التي ارتبطت بشكاية تقدمت بها امرأة ضد جراح مشهور بالمدينة ، مؤكدة أنها أجرت عنده عملية جراحية لاستئصال "المرارة"، وأنها بعد مدة عاودتها الآلام نفسها التي كانت تستبد بها قبل العملية، وأنها راجعت طبيبا آخر، بعد إخضاعها لفحص طبي بواسطة الصدى مدها بشهادة طبية، تؤكد أن "المرارة" لم تستأصل. ولما ربطت الاتصال بالجراح الذي أشرف على عملية إزالة "المرارة"، تمسك فعلا بأنه قام بالمتعين وأنه استأصلها نهائيا. وعلى خلفية ذلك لم تنفع وساطات بينهما لطي الخلاف، الذي نقل إلى ردهات المحكمة بشكاية في شأن خطأ طبي. وانطلق بذلك شوط محاكمة مثير للطبيب الجراح، وكانت تلك المحاكمة في شوطها الأول لصالح المشتكية، قبل أن تعرف خلال مراحلها الأخيرة خبرات طبية، ظل فيها دفاع الطبيب يدلي بأبحاث علمية تؤكد براءته، قبل أن تؤول القضية في نهايتها إلى تبرئة ذمة الطبيب المتابع. واستطلعت "الصباح" آراء بعض الأطباء بالجديدة جروا إلى القضاء وخضعوا لمحاكمات طويلة وشاقة، فجاءت ردود أفعالهم لتصب في اتجاه واحد، هو شعورهم بالتذمر والإحباط، ذلك ما لخصه أحدهم عندما صرح " في الحقيقة أننا اخترنا مهنة الطب عن حب وولع، ورغبة في بناء صرح المنظومة الصحية ببلادنا، ولم نكن ننتظر أبدا أنه في الوقت الذي يجب أن نكون فيه في عياداتنا ومصحاتنا، ها نحن وجدنا أنفسنا في دهاليز المحاكم وفي قاعات الجلسات، نحاكم على ذمة قضايا لا يد لنا فيها، وبعد هذه التجربة القاسية أصبحت أنصح أبنائي وأقاربي وكل عزيز، بالابتعاد عنها لأنها أضحت محفوفة بالمخاطر". عبد الله غيتومي (الجديدة)

“مرارة” تثير جدلا قانونيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفتح يواصل السقوط

الإصابة تهدد حدراف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات