تعدد الزوجات طبقه اليساريون واليمينيون والإسلاميون

تباين مواقف السياسيين حول التعدد في قضية الشوباني وبنخلدون تعدد الزوجات قيدته مدونة الأسرة بضوابط كثيرة، منها تحصيل موافقة الزوجة الأولى، والحرص على العدل بين الزوجات في الإنفاق وتربية الأبناء، لكن واقع الفاعلين السياسيين المغاربة الذين صوتوا بالإجماع على مدونة الأسرة، يختلف عما يؤمنون به إيديولوجيا.وقصة الحبيب الشوباني، وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، وسمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة في التعليم العالي، وهما معا من حزب العدالة والتنمية، أحيت ما جرى سابقا على عهد الحكومات السابقة، سواء لعبد الرحمان اليوسفي، أو إدريس جطو، أو عباس الفاسي. وتنوعت وقائع تعدد زوجات الفاعلين السياسيين من أحزاب اشتراكية، أو يسارية، ذات توجه ماركسي، أو يمينية ليبرالية أو وسطية، مارسوا تعدد الزوجات، منهم من لا تزال ملفاتهم رائجة في المحاكم، وبعضهم اضطر تحت ضغط تبادل الضرب بين الزوجة الأولى، أم الأولاد، والثانية الجديدة، وحضور رجال الأمن لتسجيل محاضر، في مناسبات عديدة، إلى تطليق الزوجة الأولى، لتفادي تداعيات تصدع الأسر على وضعهم السياسي، ولأجل تسليط الضوء على هذه القضية استقت " الصباح" آراء كل من محمد زيان، المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي، وعبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وعبد العزيز أفتاتي، رئيس لجنة النزاهة والأخلاقيات بحزب العدالة والتنمية.وبينما قال عبد القادر الكيحل، القيادي في حزب الاستقلال، أن الإسلام كرم المرأة، ووضع قيودا وضوابط لتطبيق تعدد الزوجات، وصل إلى حد التأكيد أنه يصعب معه العدل بينهن، ما يجعل الزواج بالثانية على الأولى، يثير نوعا من القلق الأسري، والاضطراب النفسي لدى الزوجة الأولى والأطفال، بل تشعر الأولى أنها أهينت في كرامتها، رد عبد العزيز أفتاتي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، مؤكدا أن تعدد الزوجات في الحلال يضمن لجميع أفراد الأسرة الحقوق نفسها، أفضل من تعدد "الصاحبات" اللواتي يتم استغلالهن ببشاعة لبؤسهن الاجتماعي وفقرهن، ويزج بهن في متاهات صعبة، بعضهن يضطررن تحت الضغط إلى إخفاء أمر حملهن، ورمي أطفالهن في الشارع، فيما الزوج المسؤول عن الكارثة يتهرب من تحمل مسؤوليته.وأوضح الكيحل أن تعدد الزوجات بناء على نزوة عابرة للفاعل السياسي، أو رغبة في الظهور بمظهر اجتماعي معين، يجعله أشبه بشخص خارج الشرع، الذي حدد شروطا معينة لإجازة التعدد، كما أن المغرب قطع أشواطا كثيرة بالتصويت على مدونة الأسرة، إذ لا يمكن لفئة سياسية التصويت بالإجماع على مقتضيات مدونة الأسرة، ويأتي لمخالفة مقتضياتها تحت أي طائل، هذا ما يثير الحيرة والاندهاش لدى المجتمع إزاء هذا النوع من الفاعلين السياسيين، بل يوصف سلوكهم بسلوك المستهترين، فيما المواطن العادي قد يظهر الأمرعاديا لديه، لأنه لا يتحمل أي مسؤولية.لكن أفتاتي شدد على أن قبول التعدد من عدمه، مسألة شخصية، لكنه يفضل أن يكون التعدد في واضحة النهار، وليس مثل الذين يتحدثون ويجرمون هذا الأمر، وفي الليل، يستغلون الفتيات في مقتبل العمر، ويشاركهن أسرار أسرته، وينقل من بعضهن الأمراض المتنقلة جنسيا إلى فراش الزوجية، إذ أن البعض من هؤلاء الفاعلين السياسيين، يعيش ازدواجية مبنية على عقد نفسية، يصرح بما لا يؤمن به، هو مع احترام علاقته بزوجته، أم الأطفال، لكنه حينما يغيب ليلا أو يسافر يجعل له خليلة، هي أيضا امرأة لكن ينظر إليها نظرة دونية منحطة كأنها مجرد آلة جنسية مؤقتة، تلبي الشهوات.سجل الكيحل أن تعدد الزوجات ليس أمرا مباحا بالمطلق، لكنه مرتبط بعوامل حددها الشرع الديني، وحددتها أيضا مؤسسة الأسرة، وبينها تربية الأطفال التي ليست بالأمر الهين، لأن البعض يعتقد أن التعدد أمر عاد في حال توفر المال، وينسى أهم شيء، هو تخصيص الوقت الكافي لتربية الأطفال، لأن للرجل كما للمرأة واجبات اتجاه الأبناء، حتى لا يتعرضوا للتهميش، مقدما مثالا على علال الفاسي، الزعيم الوطني، الفقيه المقاصدي، الذي اعتبر أن التعدد صعب لأنه يغيب عنه عامل المساواة والعدل بين كافة أفراد الأسرة. زيان: لست ضد الطبيعة البشرية قال محمد زيان، المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي، إنه لا يمكنه أن يكون ضد الطبيعة البشرية، كما لا يمكنه أن يصطف ضد ما حلله الله في القرآن الكريم، من إجازة تعدد الزوجات بكتابة عقد الزواج، عوض تعدد الصديقات اللواتي يوصفن في المجتمع المغربي، ومن خلال ما يعتبره المغاربة خارجا عن قيم المجتمع، "بالفاسدات"، فيما يوصفن في المجتمع الأوربي، بالزوجات، أمهات الأطفال الذين ولدوا من علاقة مع فاعلين سياسيين دون حرج، كما حاصل الآن في فرنسا. أحمد الأرقام

تعدد الزوجات طبقه اليساريون واليمينيون والإسلاميون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قصة الحبيب وسمية... رقصة الفراشات ولسعات الدبابير

الزواج الحكومي... الدلالات الخفية وراء الحياة الخاصة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات