يثير سلوك الإهمال لدى عدد من الأشخاص غضب محيطهم، إذ غالبا ما يوحي بنوع من الكسل وعدم التعامل مع الأمور بجدية. وقالت الدكتورة زبيدة بنمامون، معالجة نفسية ومستشارة أسرية ومهنية ل"الصباح" إن الإهمال يعتبر هروبا من الواقع وعدم الرغبة في تحمل المسؤولية، مشيرة إلى أنها حالة يعانيها بعض الأشخاص وتعتبر بمثابة هروب من المواجهة. ويطلق المختصون في علم النفس على الإهمال "منطقة الراحة"، إذ يشعر الشخص الذي يقوم بذلك السلوك بنوع من الأمان والراحة، حسب الدكتورة بنمامون، مضيفة "على عكس ما يجب أن يتم فيه التعامل مع الأمور، فإن الراحة ينبغي أن تكون من خلال العمل الجاد والاجتهاد". وأوضحت الدكتورة بنمامون أن الإهمال ليس اختيارا، وإنما تساهم في بروزه عدة عوامل أبرزها غياب التحفيز من قبل المحيطين، خاصة في المراحل العمرية الأولى. وأكدت الدكتورة بنمامون أن الأشخاص الذين يبدون سلوك الإهمال والكسل غالبا ما عانوا مشاكل، كما أن آباءهم أشخاص يقومون بالسلوك ذاته، وبالتالي اكتسبوا تلك القدرات بطريقة غير مباشرة. وأضافت الدكتورة بنمامون أن الشخص، الذي يبدي الإهمال غالبا ما يقول لماذا سأبذل مجهودا انطلاقا من نظرته إلى الآباء الذين يعتبر أنهم يعيشون حياة جيدة رغم قيامهم بأقل المجهودات، مشيرة إلى أن الأمر له ارتباط كبير بالجانب النفسي بسبب المرور من كثير من التجارب الفاشلة والعديد من الإحباطات، التي أثرت سلبا وباتت عائقا أمام بذل أي مجهود. ونصحت الدكتورة بنمامون بمحاولة مساعدة الأشخاص الذين يبدون الإهمال في سلوكاتهم عن طريق تقديم النصائح الضرورية وتحفيزهم بشكل إيجابي. أ. ك