حصل على جائزة الأداء عن دوره في فيلم «البحر البعيد» فاز الممثل المغربي أيوب كريطع بجائزة الأداء في المهرجان الدولي لأفلام الحب ببلجيكا، عن دوره المميز في فيلم "البحر البعيد"، للمخرج سعيد حميش بن العربي، والذي حظي بإشادة واسعة بفضل أسلوبه الحساس وسرده العميق. ويحكي الفيلم قصة نور، شاب في السابعة والعشرين من عمره هاجر سرا إلى مارسيليا، ورغم حياته الهامشية، فإن لقاءه بضابط شرطة وزوجته سيقلب حياته رأسًا على عقب، مما يدفعه لإعادة التفكير في أحلامه وخياراته. ويجسد كريطع شخصية معقدة ومؤثرة، تجمع بين الحب والبحث عن الذات والواقع الاجتماعي الصعب. وعرض الفيلم، في وقت سابق، في أسبوع النقاد بمهرجان "كان 2024"، كما شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي، وفي السنة الماضية، حصد عدة جوائز، أبرزها جائزة الجمهور في مهرجان مانهايم هايدلبرغ السينمائي الدولي بألمانيا، وجائزة لجنة تحكيم مهرجان إشبيلية السينمائي الدولي بإسبانيا. ويعد المهرجان الدولي لأفلام الحب ببلجيكا، الذي انطلق في 1984، منصة سينمائية تحتفي بأفلام تستكشف مفهوم الحب بجميع أبعاده، وشهدت الدورة الحالية، التي أقيمت بين سابع مارس الجاري و15 منه، عرض مجموعة من الأعمال السينمائية الجديدة لمخرجين من مختلف أنحاء العالم. ويذكر أن كريطع، الذي تخرج من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، بدأ مسيرته الفنية من خلال أعمال تلفزيونية مغربية، أبرزها دوره في مسلسل "المكتوب" الذي عرض على قناة "دوزيم" خلال موسمي رمضان 2022 و2023. ويعد دوره في "البحر البعيد" أول بطولة سينمائية له، مما يرسخ مكانته وجها صاعدا في السينما المغربية والدولية. ويذكر أن كريطع سبق أن علق عن دوره في فيلم "البحر البعيد"، قائلا:"هناك فرق كبير بين العمل في السينما العالمية والعمل في المسلسلات التلفزيونية المغربية". وأضاف، في تصريح ببرنامج تلفزيوني، أنه تلقى سيناريو الفيلم منذ مدة طويلة، مما أتاح له فرصة للتحضير النفسي والأكاديمي الجيد لدور البطل، على عكس المسلسلات التلفزيونية داخل المغرب، التي تتسم بنوع من العشوائية رغم التطور الإيجابي الذي تشهده، مشيرا إلى أن "الفرق يكمن في مدة التحضير للدور المنوط بالممثل". كما أوضح كريطع أن موضوع الهجرة قد تناوله العديد من المخرجين المغاربة بأسلوب تقليدي ومتكرر، يعتمد على خطاب المظلومية والغرائبية، لكن المخرج سعيد حميش سعى إلى كسر هذا النمط من خلال نهج أسلوب صادق، مستلهما تجربته الشخصية في الهجرة منذ صغره، مشيرا إلى أن "أصعب ما واجهه في الدور الذي أداه هو إتقانه للكنة الشرق (وجدة) في أقل من شهر، بمساعدة أصدقائه وصديقاته المنحدرين من هذه المنطقة". خالد العطاوي