محكيات من قاع الهامش والتيه للكاتب عبد العزيز حاجوي "من قاع البؤس والهامش والتيه، أتت رواية "السالف" للكاتب المغربي عبد العزيز حاجوي. من التشرد والغربة والعنف والكراهية أتت الكلمات عارية وفاضحة للإقصاء، في رواية "السالف". إنها "الواقعية" السوداء لأطفال ونساء ورجال بأحلام صغيرة وبؤس ثقيل. شخوص من أكواخ مهددة بالحرائق وعنف السلطة وسحقها للأرواح. شخوص مطرودة من المدارس وخائفة من "النشيد الوطني" وهاربة من حصار الفقر وسواده. هي نتاج "مؤسسة فاشلة"، كما قالت "البتول" ضحية زواج مرتبك وخنق أحلام. شخوص تشبه الآلاف من المحطمين في مساكن العار في الدار البيضاء والقنيطرة وطنجة ومراكش... أب هارب. "لقطاء" وأرامل مهانات. أطفال متسكعون وغائصون في محنة المهانة والازدراء والمطاردة. تحكي الرواية رمي "جلوق" في خلاء العشوائية واللامبالاة والعنف. كان طفلا مهانا و"مجروحا" في الاسم والانتماء. طردته المدرسة لأنها لا تقبل "المتسخين" و"البلداء" من أبناء الأكواخ المهددة بالحرائق. كانت "الحلقة" والنشل "ملاذه"، بحثا عن أحلام وهروبا من فظاظات واحتقار. رافقه "ولد الهجالة" الطفل المجروح بأم مستباحة وبيت بلا سقف ودفء. كانا منذورين للضياع والمطاردات وأوهام الاعتراف. "السالف" رواية "جراح الروح والجسد". عارية كشخوصها المنبوذة. رواية ساكني "البيوت الواطئة"، "البعيدين" عن المدارس والمستشفيات... "محاولي العيش" في "أرض السواد" فعلا. تبدأ بالقتل وتنتهي به. تذكر ب"الخبز الحافي" لشكري و"الحي الخلفي" لمحمد زفزاف ونصوص مبارك الدريبي وروايات عزيز الركراكي و"الحي الخطير" لمحمد بنمليود. إنها نصوص الهامش الذي يعرض جراحه ومآسيه عبد العزيز حاجوي، يحرص على "انتشال الشحاذين النبلاء" من النسيان وعرضهم على شمس الأدب الساطعة. له نصوص أخرى غير "السالف"، يكتب بها "واجبه" النبيل، نحو شخوص، لا يراها غير الراسخين في الرؤيا. محمد مفيد