انفجر بركان من الغضب داخل الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، في الاجتماع الأسبوعي، الاثنين الماضي، بسبب "الحكرة" والتهميش، اللذين يطولان نواب الحزب من قبل وزرائه. وانتفض نواب كثيرون ضد ما أسموه "التهميش"، وطالبوا بالحضور الفوري للأمين العام، من أجل شرح خلفيات رفض وزراء استقبال نواب، من أجل دراسة وحل مشاكل تتعلق بدوائرهم الانتخابية، ولا علاقة لها بمطالب شخصية، كما يفعل آخرون، لا يحسنون سوى ترديد "العام زين". ويمكن القول إن ما حدث داخل الاجتماع الأسبوعي للفريق، ليس مجرد "غضب"، بل رسالة قوية موجهة إلى بركة، وعليه أن يلتقطها بسرعة، حتى لا يحرق جسده التنظيمي من جديد. إن ما وقع، الاثنين الماضي، من ردود أفعال غاضبة، وصلت إلى حد الانسحاب من الاجتماع، ولم يبق فيه سوى، من كان سيطرح سؤالا شفويا، أو قريبا من أهل فاس، الذين سبق لحميد شباط أن استعمل "الكراطة" في حقهم، يدق ناقوس خطر كبيرا. هذه "القنبلة" التي انفجرت بين يدي الأمين العام، تأتي بعدما ظن جميع الاستقلاليين والاستقلاليات أن "البيت الاستقلالي الداخلي" بات معافى من جميع الأمراض التنظيمية، بعد المؤتمر الوطني، وأن الهدف الأسمى، هو ربح رهان انتخابات 2026، وقيادة حكومة "المونديال"، يكون عريسها الرجل الصامت داخل الحزب، المسمى نزار بركة، صهر عباس الفاسي، الذي حقق نصرا مبينا على تيار الصحراء، الذي تساقطت جل أوراقه، وضعفت ركائزه. والمؤكد أنه إذا لم يتدخل الراغب في قيادة الحكومة المقبلة، ويطفئ الحريق داخل الفريق، فإن المجهودات الكبيرة، التي بذلت من أجل طي الخلافات، والتوجه إلى المستقبل في صحة تنظيمية جيدة، بعد محطة المؤتمر الوطني الثامن عشر، ستذهب سدى، وبالتالي عليه ألا يحلم كثيرا باحتلال المركز الأول في استحقاقات 2026. وإذا كان اجتماع المجلس الوطني الأخير انتصارا استقلاليا على الذات، وتتويجا لمسار طويل من المصالحة الداخلية، ساهم فيه بالخصوص نزار بركة، الأمين العام، وحمدي ولد الرشيد، القطب الصحراوي، الذي ارتد سلاحه إلى الخلف، فإن "الزلزال" الذي ضرب اجتماع الفريق النيابي لا يبشر بخير "تنظيميا"، وقد ينعكس سلبا على الامتدادات التنظيمية في مختلف الدوائر الانتخابية التي ربح "الميزان" رهانها، ويطمح في تكرار "النصر" فيها. على بركة، المنتشي بالفوز على حمدي، أن يدرك خطورة ما حدث في اجتماع الفريق، لأنه لم يكن من السهل العبور الجماعي من ضفة الشك والخوف من استمرار منطق الأزمة والمواجهة، إلى بر الأمان التنظيمي داخل حزب وطني كبير. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma