استلهام مسرحي لـ "المغنية الصلعاء" من تشخيص المنياري وأهريش وعزام تقدم فرقة "مسرح غرناطة"، مساء اليوم (السبت)، ابتداء من السابعة والنصف، بالمسرح البلدي "بوجميع" بعين السبع بالبيضاء، عرضا جديدا لمسرحية "ماشي معقول". المسرحية من تأليف وإخراج عمر الجدلي، مأخوذة عن نص "المغنية الصلعاء" ليوجين يونسكو، ويتولى التشخيص فيها كل من عبد الرحيم المنياري وبشرى أهريش ومحمد بهلول عزام. وحسب الورقة التقنية للمسرحية، فإن قصتها تتحور حول شخصيتي "سيدي هداك" و"لالة هاديك" وهما زوجان يعيشان غريبين في منزل تتوفر فيه كل مواصفات الحياة الزوجية السعيدة، لكن طبيعة الحياة التي يعيشانها تتسم بالغربة والفراغ. حديثهما اليومي لا معنى له، أفكارهما غير منطقية ورابطة الزواج بينهما مفككة وسطحية. ذات يوم يزورهما رجل الإطفاء "حمو" الذي يجوب المنازل عبثا، بحثا عن حريق مفترض يحتاج إلى تدخل سريع، لكن مروره ليس عابرا، حيث يظل مع الأسرة لمدة طويلة، في انتظار حريق ما. وشخصيات المسرحية، تضيف الورقة، طريفة ومرحة تعبر عن جراحاتها وآلامها وانكساراتها وعبثية حيواتها، عن طريق النكتة والمزحة والدعابة، شخصيات تبدو خاوية ومنخورة داخليا لكنها تعيش سعادة كبيرة، دون أن تشير إلى مشاكلها أو تعبر عن سوداوية أرائها. وحده الجمهور من يكتشف عبثيتها وفراغها ويعيد تحليل الرموز وبناء المعاني التي تبعث بها عن طريق كلامها المثير للسخرية والضحك وبواسطة حديثها غير المتسق والبعيد عن الجدية. واعتبر المخرج والمؤلف عمر الجدلي أن نص المسرحية يندرج في إطار مسرح العبث أو مسرح اللامعقول، وهو يصور نموذجا لأسر مجتمع ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث فقدان الثقة في كل شيء وفقدان الأمل وخراب القيم الإنسانية وتراجع معقولية الإنسان لصالح تردي منظومة القيم وعبثية الحياة، لكن الاشتغال الدراماتورجي وتصور الإخراج مكنا من وضع هذا العمل في سياقه المغربي الحديث راهن الإخراج على عنصر الكوميديا انطلاقا من مواقف وأحداث النص، وعمل على تحويل عبثية النص إلى كوميديا سوداء، انطلاقا من المواقف الطريفة التي تتعرض لها الشخصيات والتي تعبر من خلالها عن أزمة حقيقية في المجتمع، وهي أزمة التواصل، فشخصيات المسرحية تعيش عوالم مختلفة ومتباعدة في ما بينها، لا تواصل حقيقي يجمع الزوج وزوجته ولا الزوج بصديقه أو الزوجة بضيفها. تتكلم الشخصيات في ما بينها دون أن تتواصل، وتتحدث دون أن يفهم أحدها الآخر، هذه المفارقات تشكل أسلوب المخرج في صناعة الفرجة الكوميدية في هذا العمل. عزيز المجدوب