تحذيرات من تزامن سقوط بروكسيل في فخ محكمة العدل وزيارة شي جين بينغ للمغرب اتسعت دائرة التوجس الأوربي من إمكانية تعويض بكين لبروكسيل في اتفاقية الصيد البحري، إذ كشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، في تقرير تحت عنوان: "بين الصين والاتحاد الأوربي، لعبة صعبة بالمياه المغربية الغنية بالأسماك"، تطرقت فيه إلى انزعاج الاتحاد الأوربي من التقارب المغربي الصيني، وإلى الفخ الذي أوقع الاتحاد الأوربي نفسه فيه، بعد قرار محكمة العدل الأوربية القاضي بإلغاء اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة مع المغرب. وسجلت المجلة نفسها أن بكين تتوفر على العديد من سفن الصيد في المغرب، وأنها كانت تترصد لعدة سنوات أي هفوة من الاتحاد الأوربي تجاه المغرب لاستغلالها من أجل عقد اتفاقية مع الرباط لمضاعفة عدد سفنها، معتبرة أن الوضع قد يبدو متناقضا إلى حد ما، على اعتبار أنه في الوقت الذي اتخذت فيه إسبانيا وفرنسا خطوة تاريخية بالاعتراف بمغربية الصحراء، قررت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوربي، إلغاء اتفاقية الصيد البحري التي تربط سفن أوربية بالمغرب، ما أثار غضبا في المغرب وأوربا على حد سواء، خاصة إسبانيا، إذ صرح فرانسيسكو خوسيه ميلان مون، عضو البرلمان الأوربي، أكتوبر الماضي، بأن فقدان منطقة الصيد المحتملة هذه يمثل ضربة قاسية بالنسبة للأسطول في خليج قادس، الذي يعاني بالفعل تخفيضات في حصص السردين. وأوضحت المجلة أن الاتحاد الأوربي حاول تبديد مخاوف أعضائه على لسان أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوربية، وجوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوربي، بأنه يعتزم الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع المغرب ومواصلة تعزيزها في جميع مجالات الشراكة، وفقا لمبدأ الميثاق شريعة المتعاقدين، مذكرة بأن الاتفاق الذي تم إلغاؤه دخل حيز التنفيذ في 2019، وسمح لـ 128 سفينة تابعة للاتحاد الأوربي بالصيد في المياه المغربية ومنح تصاريح لألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيرلندا وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا وبولونيا والبرتغال، وحدد متوسط المساهمة السنوية للاتحاد بمبلغ 40,15 مليون أورو (بزيادة مبلغ 30 مليون أورو مقارنة بالمنصوص عليه في البروتوكول السابق). واعبتر التقرير المذكور أن إسبانيا هي المستفيد الرئيسي من الاتفاق بالنظر إلى أنها تشغل أكثر من 90 سفينة، والتي توفر خمس إنتاجها السنوي، الأمر الذي فرض خروج خوسيه مانويل ألباريس، رئيس الدبلوماسية الإسبانية، في اليوم التالي لحكم محكمة العدل الأوربية بتصريح يؤكد فيه بأن الحكومة الإسبانية ستواصل العمل مع الاتحاد الأوربي والمغرب للحفاظ على العلاقة المتميزة مع الرباط ومواصلة تطويرها. ونبهت المجلة ذاتها إلى تعاظم المخاوف الأوربية من دخول الصين على الخط، خصوصا أنه بمجرد صدور حكم المحكمة الأوربية، وقع المغرب مذكرة تفاهم مع الصين في 4 يوليوز 2023 وتبعتها الزيارة الخاطفة التي قام بها شي جين بينغ في 22 نونبر، متسائلة ما إن كان هذا من قبيل المصادفة أن يتزامن تاريخ توقيع مذكرة التفاهم مع الصين، مع انتهاء الاتفاقية مع الاتحاد الأوربي.