شاحنات تحمل حاويات بها أطنان من السلع بدون وسائل السلامة البعض يسميها حاملات الحاويات وآخرون حاويات الموت بالنظر إلى أنها تتسبب في إزهاق روح مواطن أو مجموعة مواطنين دفعة واحدة بسبب عدم توفرها على شروط السلامة. إنها الشاحنات التي تحمل حاويات والتي تخلف فوضى وتهديدا للمواطنين خاصة أمام الباب 4 بميناء البيضاء... إنجاز: الصديق بوكزول حركة كثيفة لشاحنات تجر خلفها حاويات كبيرة أمام الباب 4 بميناء البيضاء الكبير. بين الفينة والأخرى ترتفع منبهات السيارات وكأن هناك اتفاقا مسبقا بين سائقيها على إطلاق العنان لها، بعد أن تلتقي مجموعة من الشاحنات ما يتسبب في اختناق كبير لحركة السير، قبل أن يتدخل الشرطي المكلف بتنظيم السير وينهي جزءا من الفوضى."الأمر لا يقتصر على الفوضى التي تحدثها الشاحنات الحاملة لحاويات، أمام الباب 4 وشارع السفير بن عائشة ومولاي اسماعيل والشوارع المتفرعة عنها، بل إنها تشكل خطرا على المواطنين خاصة السائقين"، يقول أحد السائقين الذي أرغى وأزبد في وجه سائق شاحنة تسبب في "بلوكاج" بالمدارة المحاذية لباب الميناء، استمر لبضع دقائق، قبل أن يضيف "راه هاذ الكونطونيرات خطر على السائقين ممكن تطيح وتعجن السائق في أي لحظة".غير بعيد عن المكان كانت شاحنة تجر حاوية كبيرة الحجم، وبجانبها كان سائق سيارة محاصرا وسط الزحام، انتابته حالة خوف من أن تسقط الحاوية عليه، خاصة أنها غير مستقرة في مكانها. نزل السائق من سيارته وبدأ يتفحص الحاوية، فتبين له أن شروط السلامة لا تتوفر فيها، إذ أنها غير مثبتة بقطع حديدية من المفترض أن توجد في أركان الشاحنة الأربعة. اتجه نحو السائق، وثار في وجهه "واش باغي تقتلنا"، قبل أن يرد الأخير الذي بدا بدوره متوترا جراء تأخره في إدخال الحاوية إلى الميناء "سير أخويا افحالك الله يرحم الوالدين ما فيا ما نتصادع معاك"، غير أن السائق واصل الحديث عن ضرورة توفير وسائل السلامة مذكرا إياه بالحالات السابقة التي لقي فيها سائقون حتفهم، بعد أن سقطت عليهم حاويات غير متوفرة على شروط السلامة، فكان رد فعل السائق أن أغلق النافذة وترك السائق الآخر يتحدث مع سائق سيارة آخر شاطره الرأي وطلب منه الهدوء والعودة إلى سيارته.انتظر سائق السيارة الذي أطفا غضبه بسيجارة سحب منها نفسين عميقين قبل أن يخرج عمود دخان من فمه تطاير في الهواء، إلى أن تقدم سائق الشاحنة إلى الأمام ثم امتطى سيارته وغادر المكان.مدارة عائشة نقطة سوداء"بين الحين والآخر تسقط حاوية على سيارة لتسحقها وتسحق معها سائقها" يقول صاحب محل تجاري بمدارة "عايشة" الشهيرة بالصخور السوداء، والذي أكد أنه كان شاهدا على العديد من الحوادث المماثلة التي تقشعر لها الأبدان، بعد أن تسحق الحاوية السائق، ويصعب حتى فرز قطع لحم من جسده الملتصقة بحديد سيارته.بعد كل حادث يتحدث الجميع عن ضرورة إيجاد حل لهذا المشكل الخطير الذي يؤرق العديد من السائقين وحتى المواطنين المقيمين بحي بلفدير والصخور السوداء، على اعتبار أن مرور شاحنة أمامهم يشكل تهديدا على سلامتهم، غير أنه بعد مرور أيام عن الحادث ينسى الجميع المشكل وينتظر الكل إلى أن يظهر حادث جديد تزهق فيه روح أو أرواح مواطنين بطرق بشعة. خسائر في الأرواح"المشكل خطير وخصو حل جذري" يقول أحد السكان المقيمين على مقربة من الباب 4 بميناء البيضاء، قبل أن يضيف "نعيش يوميا في حالة خوف، على أن تصيب إحدى الحاويات أبناءنا أو تقع على السيارات التي تركناها أمام منازلنا، ولا ننعم بالراحة إلا في ساعات متأخرة من الليل، بعد أن تتوقف حركة الشاحنات.ذكر المواطن بمجموعة من الحوادث كان آخرها، سقوط حاوية محملة بعشرات الأطنان على سيارة من نوع "رونو" كانت مركونة بشارع مولاي اسماعيل، ولحسن الحظ أن السيارة كانت فارغة ولم يخلف الحادث خسائر في الأرواح، وهو الحادث الذي خلف استياء عارما لدى المواطنين الذين طالبوا بإيجاد حل لهذا الخطر المتنقل. تأخر الحلوليتحدث الجميع عن أحد هذه الحلول، بل عن الحل الوحيد المتاح، وهو الطريق التي انطلقت الأشغال بها منذ حوالي سنتين، من الميناء وتمر بمحاذاة شاطئ عين السبع على أن تصل إلى زناتة، حيث من المنتظر أن تشكل منطقة صناعية هناك، غير أن هذا الحل تأخر في الإنجاز، على اعتبار أن الأشغال متوقفة منذ توقفت أن قرب شاطئ السعادة بعين السبع، وينتظر أن يستمر هذا التوقف أشهر أخرى بالنظر إلى وجود مشاكل أخرى مرتبطة بأصحاب منازل شاطئية يجب هدمها لإكمال الطريق ، وهو ما يعترض عليه أصحابها أو الأشخاص الذين يستغلونها. الخطر قائم المشكل سيستمر سنوات أخرى ويبقى الخطر قائما وفي أي لحظة يمكن لإحدى الحاويات أن تسقط لتحصد الأرواح، لذا فالمطلوب، حسب بعض المواطنين، الحزم في مراقبة مدى توفر هذه الشاحنات الحاملة للحاويات على شروط السلامة حتى لا تسقط على رؤوس السائقين، فالمسألة لا تتطلب أكثر من ضبط كل الحافلات التي لا تتوفر على هذه الشروط، مع العمل على تنظيم حركة السير بشكل دائم بمدارة "عايشة" التي تعرف اختناقا حقيقيا غالبا ما يخرج السائقين عن صوابهم، لتتحول المدارة إلى حلبة يتبادل فيها السائقون اللكمات أحيانا وليس السب والشتم فقط.