عملية تعيد تدوير مكونات الخلايا التالفة أو غير المستخدمة للحماية من الأمراض التنكسية العصبية قال محمد أدهشور، اختصاصي في التغذية والحمية الغذائية، إن الالتهام الذاتي هو عملية خلوية طبيعية حاسمة للحفاظ على الصحة والتوازن البيولوجي داخل الجسم، تتحلل بموجبه الخلايا وتعيد تدوير مكوناتها التالفة أو غير المستخدمة، ما يسمح بتجديد الخلايا والحماية من الضغوطات الكثيفة التي تتعرض لها يوميا مثل الإجهاد التأكسدي. وأوضح أدهشور أن عملية الالتهام الذاتي تنطلق عن طريق إشارات "جزيئات كيميائية" تنتج داخل الخلايا تحت تأثير الإجهاد الخلوي، مثل الحرمان من المغذيات أو تراكم البروتينات غير كاملة التركيب او المشوهة، إذ تتم إحاطة هذه الأنسجة التالفة أو البروتينات المعيبة، بأغشية خاصة بعملية البلعمة الذاتية والتحلل، ليعاد تدويرها. وكشف أدهشور أن الالتهام الذاتي يلعب دورا مهما في الوقاية من العديد من الأمراض، منها السرطان من خلال القضاء على الخلايا التالفة والمشوهة والتي قد تفقد السيطرة على عملية انقسامها لتتحول لخلايا سرطانية يصعب التحكم في نموها وتكاثرها. ويحمي أيضا الالتهام الذاتي، حسب ما أكده أدهشور، من الأمراض التنكسية العصبية، مثل مرض "ألزهايمر" ومرض باركنسون، إذ يساعد على التخلص من البروتينات السامة والجزيئات الكيميائية الضارة من قبيل "الغليكوبروتينات" التي تتجمع داخل أو حول الخلايا العصبية وتقوم بمنعها من العمل بشكل مثالي، إلى جانب أمراض التمثيل الغذائي، إذ أن عملية الالتهام الذاتي، تلعب دورا مهما في الوقاية من اضطرابات التمثيل الغذائي. وتمنع هذه العملية تراكم المنتجات الثانوية الضارة في الخلايا، ما يمكن أن يسبب اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي، والأكثر من ذلك تمكن عملية الالتهام الذاتي أيضا من تحسين حساسية الأنسولين من خلال تنظيم عملية تحلل "الجليكوجين" في الكبد والتحكم في مستويات الغلوكوز في الدم، مما يساهم في الوقاية من مرض السكري من النوع2. كما تساهم عملية الالتهام الذاتي في إزالة "الميتوكوندريا" التالفة التي يمكن أن تتسبب في زيادة إنتاج الجذور الحرة، مما يحسن كفاءة إنتاج الطاقة ويقلل من الإجهاد التأكسدي المرتبط بالعديد من اضطرابات التمثيل الغذائي. وكشف المتحدث ذاته، أنه رغم أن الالتهام الذاتي مفيد بشكل عام، إلا أنه يمكن أن يمثل خطرا إذا تم تنشيطه بشكل مفرط أو تنظيمه بشكل غير كاف، وقد يؤدي إلى تدهور مفرط للمكونات الخلوية، علما أن الإجهادال تأكسدي قد يؤدي إلى موت الخلايا. يشار إلى أن الإستراتيجيات التي يمكن تنفيذها لتعزيز الالتهام الذاتي تشمل الصيام، والاعتماد على الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات، واستهلاك الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، والدهون الصحية، وتناول كميات كافية من البروتين، وشرب الماء، واستهلاك الكافيين والشاي الأخضر، وتحديد أنماط النوم، والتحكم في التوتر. إيمان رضيف