أطاحت الحركة الانتقالية في صفوف رجال السلطة ببعض القياد، المتورطين في شبهة البناء العشوائي، الذي مازال يزحف على بطنه في بعض المدن الكبرى، نظير البيضاء وطنجة وغيرهما. وعجبا لبعض القياد، المحميين والمدفوعين دفعا من قبل بعض رؤساء أقسام الداخلية، وهم قلة قليلة جدا، وأسماؤهم يتداولها المنتخبون وزملاؤهم في المهنة، لا يعيرون بالغ اهتمام لتعليمات الإدارة المركزية، المنخرطة في محاربة البناء العشوائي. ويظهر أن "الطمع طاعون"، وأن "الحبة"، تنتصر في بعض الأحيان على التعليمات، لكن المؤكد، أنه "لي حصل يودي"، ويساق إلى المقصلة، لأن صناع القرار في مديرية الشؤون العامة بالإدارة المركزية لوزارة الداخلية، لا يمزحون ولا يتسامحون ولا يرحمون الخارقين للقانون، مهما كان حجمهم، ومهما كانت ولاءاتهم، والجهات التي يحتمون بها. قبل الإفراج عن الحركة الانتقالية لرجال السلطة، صدرت تعليمات صارمة عن الإدارة المركزية بوزارة الداخلية، إلى عمال العمالات والأقاليم، و تحديدا بجهة البيضاء - سطات، التي مازالت تعاني بسبب فيروس البناء العشوائي الموروث منذ سنوات، شأنها شأن طنجة، تعليمات تدعو إلى إلحاق عدد من القياد بالعمالات، بسبب شبهات تورطهم في استفحال ظاهرة البناء العشوائي بمناطق نفوذهم الترابي، في انتظار اتخاذ الإجراءات القانونية والتأديبية في حقهم. واستندت تعليمات الإلحاق بمقرات العمالات، أو التقهقر في المنصب، أو التنقيل التأديبي، إلى تقارير منجزة من قبل "العيون التي لاتنام" حول اتساع رقعة البناء العشوائي في مناطق نفوذ قياد خلال الفترة الماضية، بعد التوصل بإخباريات في هذا الشأن، ومعطيات وفرتها مديرية الشؤون العامة بوزارة الداخلية، كشفت عن تزايد وتيرة البناء خارج ضوابط التعمير داخل عدد من الجماعات الترابية، خصوصا في المناطق القروية المتمركزة ضواحي بعض المدن الكبرى. ولم تخطئ تقارير العيون نفسها، إذ فضحت ارتفاع منسوب وتزايد وتيرة البناء العشوائي في وعاءات عقارية ذات طابع فلاحي، وتحويل مستودعات ومساكن فردية إلى عشوائيات. وكشفت التحقيقات أن بعض رجال السلطة، الذين أعماهم "الطمع"، لا يوظفون ولا يستغلون على الوجه الأكمل، صلاحياتهم في ضبط وزجر مخالفات التعمير في مناطق نفوذهم، وكذا الالتزام بمذكرات وزير الداخلية الصادرة في هذا الشأن إلى الولاة والعمال ورجال السلطة، كل حسب اختصاصه. وجاءت التعليمات الجديدة من الإدارة المركزية، قبل أسابيع فقط من إجراء حركة التعيينات السنوية في صفوف رجال السلطة. والمؤكد أن حسابات البناء العشوائي، كانت حاضرة في تنقيط بعض رجال السلطة، الذين تم العصف بهم في الحركة نفسها. عبد الله الكوزي للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma