عززت الموقف المغربي دوليا لتنضاف إلى أمريكا وإسبانيا وفرنسا في انتظار دول اسكندنافية وبريطانيا حقق المغرب اختراقا دبلوماسيا بعد جر العديد من الدول من كل القارات للاعتراف بمغربية الصحراء، ودعم مخطط الحكم الذاتي في ظل سيادة المغرب على كافة أقاليمه. وحصل تغيير في مواقف دول كثيرة، بعدما تبين لها أن النظام العسكري الجزائري هو من افتعل النزاع، لأنه لم يخرج بعد من نطاق الحرب الباردة التي جعلته يدعم ميليشيات "البوليساريو" منذ نصف قرن لشن حرب بالوكالة قصد اقتطاع أقاليمه الصحراوية، ولم ينجح في ذلك لأن المغاربة قاطبة لن يتنازلوا عن شبر واحد من أرضهم إلى أن تقوم القيامة. وتمكن المغرب من تحقيق نجاح دبلوماسي، بدفع فنلندا في المنطقة الاسكندنافية إلى دعم مخطط الحكم الذاتي، ما سيعزز موقف المغرب دوليا، على غرار ما فعلت أمريكا، وإسبانيا وفرنسا والبرتغال وبلجيكا، والدول العربية، والإفريقية، وعشرات الدول بآسيا وأمريكا اللاتينية. وعبرت فنلندا عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي، واعتبرتها أساسا جيدا لحل النزاع الإقليمي المفتعل حول مغربية الصحراء. وتم التعبير عن هذا الموقف في البيان المشترك الصادر، أمس (الثلاثاء)، بهلسنكي، عقب اللقاء الذي جمع بين ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ونظيرته الفنلندية إلينا فالطونين. وتابع البيان أن "فنلندا تعتبر مخطط الحكم الذاتي المقدم في 2007، مساهمة جادة وذات مصداقية في المسلسل السياسي، الذي تقوده الأمم المتحدة وأساسا جيدا لتسوية متوافق بشأنها من قبل الأطراف"، مجددة "التأكيد على دعم فنلندا للمسلسل السياسي الرامي إلى التوصل إلى حل سياسي عادل، ودائم، ومقبول من الأطراف". وعبر الوزيران، في هذا البيان، عن موقفهما المشترك بشأن الدور الحصري للأمم المتحدة في المسلسل السياسي، مجددين التأكيد على دعمهما لقرارات مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة، وتأييد بلديهما لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الرامية إلى الدفع قدما بهذا المسلسل. ويندرج الموقف الجديد لفنلندا في إطار دينامية الدعم الدولي لسيادة المغرب على صحرائه ولمخطط الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية، والذي تؤيده العديد من البلدان، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، خلال هذه السنوات الأخيرة. ومن جهة أخرى، ينتظر أن تحذو بريطانيا حذو فرنسا بعد ترافع برلمانييها حول ملف الصحراء المغربية، وحديث بعض وزرائها عن أهمية الشراكة القائمة بين البلدين في مجالات كثيرة، آخرها الربط الكهربائي بالمناطق الصحراوية المغربية، في إطار تشجيع الطاقة النظيفة. وأجرى بوريطة مباحثات هاتفية مع نظيره البريطاني، ديفيد لامي، الذي أعرب خلال هذه المباحثات، عن تهانئه لمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه. وأشاد الوزيران بالروابط التاريخية بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة، اللتين تتشاطران أزيد من 800 سنة من العلاقات المثمرة والتي تتطور باستمرار. ويأتي هذا الاتصال الهاتفي في سياق دولي متميز، يتمثل في إقرار فرنسا بسيادة المغرب على كافة أقاليمه الصحراوية، ما عزز الاعتراف الدولي المتزايد لمغربية الصحراء، إذ يسعى المغرب أن تحذو بريطانيا حذو فرنسا، وأمريكا، وإسبانيا لإنهاء النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء. أحمد الأرقام