يخضعون لتدريب على الأسلحة النارية في أوربا وأجهزة أمنية تقتفي تحركاتهم رفعت تقارير أمنية فرنسية، في الآونة الأخيرة، الستار عن معلومات جديدة تكشف عن أسلوب "المافيا" المغربية، المعروفة باسم "موركو مافيا"، لتجنيد أعضاء جدد في أوربا، خاصة بعد توالي سقوط زعمائها في القارات الخمس. وحسب التقارير نفسها، فإن "المافيا"، التي يطلق عليها لقب "ملائكة الموت" تلجأ إلى تجنيد قاصرين مغاربة من جل الدول الأوربية، خاصة بلجيكا وفرنسا وهولندا وإسبانيا، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن المجندين الجدد يتم تدريبهم على استعمال الأسلحة النارية، وهو ما أرهق المصالح الأمنية الأوربية، التي تسعى إلى اقتفاء تحركاتهم. وقالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، إن أغلب أعضاء "المافيا" من مغاربة يتحدرون من منطقة الريف، وإنها انتقلت من الاتجار في القنب الهندي خلال السبعينات والتسعينات، إلى تهريب الكوكايين، بعد ارتباط زعمائها ب"كارتيلات" أمريكا الجنوبية، مشيرة إلى أنها لا تتوانى في استعمال "العنف"، مما شكل تحديا للأجهزة الأمنية الأوربية، خاصة في هولندا. وأوضحت التقارير نفسها أن المنظمة الإجرامية شهدت تحولا في السنة الماضية، إذ أدى توالي سقوط زعمائها في قبضة رجال الأمن إلى تجنيد أعضاء جدد من القاصرين المغاربة، الذين تضمن ولاءهم، وتخضعهم إلى تداريب على استعمال الأسلحة النارية، ما ساعدها على الاستمرار في أنشطتها، رغم موجة إيقاف "الرؤوس الكبيرة"، آخرهم فيصل التاغي، نجل رضوان التاغي أحد مؤسسي المافيا. وأوقف فيصل التاغي في دبي بالإمارات العربية المتحدة، بموجب مذكرة إيقاف دولية لجرائم تشمل تهريب المخدرات وغسل الأموال والاتجار بالبشر، قبل أن يتم ترحيله إلى هولندا، بناء على طلب من السلطات الهولندية، علما أن والده اعتقل بدبي في 2019، وكان حينها زعيم "ملائكة الموت"، إذ كان يعيش في فيلا فاخرة منذ 2016، بعدما دخل الإمارات العربية المتحدة مستخدما هوية مزيفة، مستغلا عدم وجود اتفاقية لتسليم المجرمين بين هولندا والإمارات العربية المتحدة، قبل أن يتدارك البلدان الأمر بالتوقيع على اتفاقيتين قضائية وقانونية تتعلقان بتسليم المجرمين والتعاون في المسائل الجنائية في غشت 2021. وفي فبراير 2024، حُكم على رضوان التاغي بالسجن المؤبد في هولندا، ووُصف بأنه المحرض على الهجوم على مقهى "لاكريم" في مراكش. كما أدانت محكمة أمستردام يوسف التاغي، المحامي السابق ابن شقيق رضوان التاغي، بالسجن 5 سنوات ونصف سنة، لاتهامه بلعب دور رئيسي داخل التنظيم الإجرامي من خلال إبقاء رضوان على اتصال بالعالم الخارجي، إذ اتهمتهالمحكمة باستغلال دوره محاميا، إذ كان يتمتع بحرية الوصول إلى رضوان التاغي، المشتبه فيه الرئيسي في عمليات التصفية الواسعة تحت مسمى "مارينغو"، وبالتالي كان قادرا على نقل رسائل لم يتم ضبطها. خالد العطاوي