نفى تورطه في السرقة وممثل الحق العام طالب بتشديد العقوبة رغم تنازل خصمه لم تكن المحاكمة عادية في ذلك اليوم، لأن الأمر كان يتعلق بقضية مثيرة شغلت الرأي العام بالجديدة كما بقية التراب الوطني، وتتعلق بمثول "اليوتوبر" الشهير إلياس المالكي، أمام غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالجديدة، فيما بات يعرف باعتدائه على غريمه "اليوتوبر سيمو البورقادي". نالت القضية قسطا كبيرا من المتابعة الإعلامية، قبل أن تطوي غرفة الجنايات الابتدائية، صفحتها الأخيرة، الاثنين الماضي، بإدانة المالكي بثلاثة أشهر حبسا نافذا. بداية القصة هي محاكمة نسجت خيوطها الأولى من شكاية، تقدم بها أحمد الطويل الشهير في الفضاء الأزرق بلقب "سيمو البورقادي"، ضد إلياس المالكي وثلاثة من شركائه ذكرهم بالاسم، أفاد من خلالها أنه تلقى مكالمة هاتفية من أحدهم قصد اللقاء به بمكان على كورنيش الجديدة، وبالضبط شارع النصر، لغرض يريد أن يفاتحه فيه، وأن الوقت كان ليلا، استجاب للطلب، وبعد لحظة كان في الموعد المتفق عليه، عندما جلس على نقطة من حائط الكورنيش سالف الذكر، ظهر الشخص المتصل وقد ترجل من سيارة، ومعه شابان آخران، قبل أن يظهر إلياس المالكي حيث استغفله وشرع في تعنيفه، قبل أن ينتزع منه نظارة طبية ونعلا وخاطبه "... حتى تتأدب وجي خوذهم" ، بينما وثق أحد شركائه لواقعة الاعتداء قبل انصرافهم جميعا، وبعد فترة وجيزة عمم المالكي الفيديو المصور على خاصية "السطوري"، ما أثار ردود فعل عنيفة من قبل رواد الفضاء الأزرق الذين طالبوا برأس المالكي. لحظتها أدرك البورقادي أنه كان ضحية استدراج ، وتقدم بشكاية بالضرب والجرح وسلبه 1000 درهم ونظارة طبية ونعلا وهاتفا محمولا. فرار المالكي تمكنت الشرطة القضائية بالجديدة من وضع يدها على شركاء المالكي الثلاثة، فيما لاذ هو بالفرار إلى وجهة مجهولة وظل متواريا عن الأنظار لمدة قاربت تسعة أشهر، بينما أحيل الآخرون بصك إحالة ثقيل من قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، والذي التمس محاكمتهم طبقا للفصل 509 من القانون الجنائي الرادع للسرقة الموصوفة، فضلا عن إعمال ظروف التشديد في حقهم لأنهم أتوا فعلتهم ليلا واستعملوا ناقلة ذات محرك . وبعد عدة جلسات أدانتهم رئيسة هيأة الحكم، بهيجة شفاري بثلاث سنوات حبسا نافذا لكل واحد منهم، بعد أن اقتنعت بثبوت جناية السرقة الموصوفة في حقهم، ولما مثلوا أمام غرفة الجنايات الاستئنافية، خفضت عقوبتهم إلى ستة أشهر حبسا نافذا لكل واحد. ومباشرة بعد صدور هذا الحكم المخفف، وقبل عيد الأضحى الأخير تمكن الأمن من إنهاء الهروب الكبير للمالكي، حيث استمعت إليه الضابطة القضائية، وأحالته على الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، الذي سطر في حقه ما تابع به شركاءه في الاعتداء ومن ذلك السرقة الموصوفة . المالكي: " ما سرقت والو" بعد انتهاء التحقيق معه، أحيل المالكي على المحاكمة طبقا للقانون، وتأخر تجهيز القضية لجلستين، وكانت الجلسة الثالثة قدمت إلى الاثنين الماضي لأن الثلاثاء الموالي صادف يوم عطلة، إذ حضرها "اليوتوبر" المتهم، مؤازرا بدفاعه، وبعد أن نادى عليه رئيس هيأة الحكم وتأكد من هويته، وجه له عدة أسئلة منها " واش سرقتي من البورقادي هاتف محمول ومبلغ 1000 درهم"، لحظتها رد المالكي " أنا ما سرقت ليه والو"، ثم أجاب عن ظروف حدوث ما جاء في شكاية البورقادي. لما أعطيت الكلمة لدفاعه، تقدم بتنازل مصادق عليه من البورقادي، الذي قضى بدوره ثمانية أشهر حبسا نافذا بسجن سيدي موسى، ارتباطا بقضية تشهير في حق امرأة بالبيضاء وبعض من أفراد عائلة المالكي. النيابة العامة تطالب بالأقصى مثلما كانت النيابة العامة متشددة في كل أطوار محاكمة شركاء المالكي، عندما كان نوري زعري ممثل الحق العام، ضمن مرافعته حديثا عن ضرورة حماية قيم المجتمع من الشوائب، التي أضحت تهدده من كل جانب، خاصة من قبل المؤثرين، قبل أن يختم بالقول إن الجديدة ودكالة العالمة كانت تشتهر بعلمائها وأعلامها الذين ينشرون العلم والمعرفة، واليوم هي ضحية أناس ينشرون التفاهة ويؤثرون سلبا على الناشئة ورهان بلادنا في التنشئة الاجتماعية الهادفة، وأنه حان الوقت لردع التافهين بأحكام متشددة، على المنوال نفسه طالب ممثل الحق العام، في جلسة الاثنين الماضي، بإنزال عقوبة متشددة على المالكي رغم التنازل الذي تقدم به خصمه، حتى يكون عبرة لآخرين، سيما أن ما قام به وثقه ونشره على نطاق واسع بالفضاء الأزرق . مداولة ونطق بالحكم بعد مناقشة القضية التي استغرقت زهاء ساعة كاملة، اختلت هيأة الحكم للمداولة وعادت متكونة من جميع أفرادها الذين شاركوا في المناقشة، وبعد أن أخذت بعين الاعتبار تنازل البورقادي، اقتنعت بعدم ثبوت جناية السرقة الموصوفة في حقه، وعاقبته بثلاثة أشهر حبسا نافذا. عبد الله غيتومي (الجديدة)