تفاصيل فاجعة بني ملال

تفاعلت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة بني ملال خنيفرة مع وفاة 21 شخصا الأربعاء و الخميس الماضيين، بعد ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على المرضى المتقدمين في السن والمصابين بأمراض مزمنة على الخصوص. وربطت اللجنة نفسها الاتصال بعدد من الجهات المسؤولة، لجمع المعلومات التي تبرر أسباب الوفاة، وأكدت المعطيات التي وفرتها أن أغلب الوفيات قدمت من أقاليم أزيلال والفقيه بن صالح وبني ملال وخنيفرة، تتجاوز أعمارها (18 حالة 60 سنة) مع تسجيل وفاة أربع نساء. وزار والي الجهة ورئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة أقسام المستشفى الجهوي ببني ملال، واطلعا على جميع الإجراءات المتخذة، ووجه تعليمات تحث المسؤولين على ضرورة اتخاذ جميع التدابير الإسعاف المرضى، وتقديم العلاجات لكبار السن لحماية أرواحهم. كما اجتمع فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال مع مديرة المستشفى، وأبدى استغرابه لعدد الوفيات التي حدثت في يوم واحد، علما أن جهة بني ملال كانت تسجل كل صيف ارتفاع درجات الحرارة، ولم تخلف ضحايا بمثل هذا العدد. وسجل فرع الجمعية ذاتها، ضعف الخدمات بالمركز وذكر ما أسماه "حالات الاكتظاظ بقسم المستعجلات" وانتفاء شروط الكرامة للمريض، نتيجة النقص الحاد في الموارد البشرية وقلة عدد الأسرة (13سريرا في قسم المستعجلات و13 أخرى في قسم العناية المركزة) فضلا عن عدم توفر مكيفات الهواء بمختلف أقسام المستشفى (لكن يعتقد أن إدارة المستشفى ستسهر على تثبيت بعض المكيفات في قسم المستعجلات بعد الفاجعة). كما دعا المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى تنظيم وقفة احتجاجية للتنديد بما حدث وكشف حقيقة وفيات مرضى المستشفى، لكن تم منع الوقفة بقرار من باشا المدينة. وأشارت الدكتورة عائشة لطفي، مديرة المركز الاستشفائي لبني ملال، إلى أن المستشفى الجهوي لبني ملال يستقبل العديد من الحالات من مختلف الأقاليم، مؤكدة أن ثماني حالات تتحدر من إقليم بني ملال، في حين أن الحالات الأخرى وفدت من أقاليم أخرى (أربع حالات من إقليم أزيلال، وثلاث حالات من إقليم الفقيه بن صالح، وخنيفرة حالة واحدة). وأضافت أن الطاقم الطبي أثناء استقباله الحالات، لم يدخر جهدا بعد التأكد أنها مصابة بالاجتفاف واضطرابات في الوعي، إذ أجرى تحاليل أكدت وجود نقص في مواد أساسية تنعش الجسم، علما أن بعض المرضى تتجاوز أعمارهم 70 سنة، فضلا عن أنهم يعانون أمراضا مزمنة. وأكدت أنه لم يسجل أي نقص في التجهيزات الطبية والأدوية، وتلقى المرضى علاجات توافق البرتوكول العلاجي المعمول به،بحضور أطباء متخصصين في التخدير والإنعاش، مع توفر مادة الأوكسجين بشكل كاف، ما تثبته لجنة تتبع تراقب كميات هذه المادة الحيوية. ولم يشف غليل المواطنين ولا النقابات الصحية ببني ملال ولا الجمعيات الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني مبررات المديرية الجهوية، التي ربطت أسباب الوفيات بارتفاع درجات الحرارة ببني ملال، مؤكدين أن 18 حالة متوفاة كانت بداخل المستشفى، في حين أن أربع أخرى وفدت من خارج الإقليم. واستنكرت دنيا نجلة مريض أصبح في عداد الموتى، ما حدث لوالدها، بسبب ما أسمته النقص "في مادة الأوكسجين"، ناهيك عن وجود أمكنة لشحن الكهرباء لآلة الأوكسجين، التي كانت بحوزة والدها ما حرمه من خدمات الجهاز الذي يزوده بهذه المادة الحيوية، ناهيك عن تحملها شراء الأدوية لوالدها، علما أنها نقلته من مصحة خاصة وكانت أسرتها تؤدي مقابل ليلة واحدة في قسم الإنعاش 2500 درهم، مع الإشارة إلى إضرابات الأطباء المتكررة، ما كان يحرم والدها من خدمات الطبيب المعالج. سعيد فالق (بني ملال)

تفاصيل فاجعة بني ملال

نقص في التجهيزات الأساسية بالمستشفى والإدارة تشرح وأسرة ضحية توضح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"زيزو" يعيد مجاهد إلى القاعات

تسيب محمي بمظلات نقابية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات