رغم أن الموجة الأولى من الحرائق لم تؤثر على غابات المغرب هذه السنة، كما هو الأمر بالنسبة إلى باقي الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، إلا أن الموجة الحالية التي ارتفعت خلالها درجات الحرارة بشكل كبير، كانت السبب في التهام الحرائق لآلاف الهكتارات. وشبت مجموعة من الحرائق في الأيام الأخيرة، في مجموعة من المناطق، إلا أن أخطرها سجل في تازة وتطوان، إذ ألتهمت أزيد من 200 هكتار. ولم تتمكن السلطات من السيطرة على حريق تطوان، إلا بعد مرور ثلاثة أيام، إذ أن الحريق كان من المستوى الثالث، الذي تطلب تدخل طائرات "الكنادير"، التي ساهمت بشكل كبير في إطفائه. وحسب المعطيات الواردة من تطوان، فإن الحريق التهم أزيد من 130 هكتارا من الأشجار والغطاء الغابوي، والأحياء التي تعيش فيها، بينما لم يسجل هناك ضحايا في الأرواح أو الممتلكات، بسبب بعد الحريق عن مكان عيش السكان. واضطرت السلطات بعد توسع دائرة الحريق إلى إجلاء سكان بعض الدواوير، خاصة بعدما أدت الرياح إلى انتشار النيران، والخوف من أن تصل ألسنة اللهب إليهم، غير أنه تمت السيطرة عليه قبل الوصول إلى الدواوير المأهولة. وأما بالنسبة إلى حريق تازة، فشب بدوره، منتصف الأسبوع الماضي، بعدما سجلت درجات حرارة غير مسبوقة في هذا الموسم، ما أدى إلى نشوب الحريق، بغابة "الشرشارة" بإقليم تازة. وبالنسبة إلى المساحة المتضررة خلال الأيام الثلاثة التي استمر فيها الحريق، فبلغت حسب المسؤول الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات، 69 هكتارا من المجال الغابوي، والذي شارك في إخماده حسب المسؤول ذاته 300 شخص. عصام الناصيري