لا يعتبر تجاوز الذكريات الحزينة عند بعض الأشخاص مهمة سهلة، بل يشكل حاجزا يتطلب وقتا طويلا من أجل التخلص منه، حسب ما قاله مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح». ويختلف التعامل مع الذكريات الحزينة من شخص إلى آخر، فوقعها يكون خفيفا في بعض الحالات، سيما أنها تتطلع إلى المستقبل بأمل وتفاؤل، بينما فئة أخرى تظل رهينة أحداث وقعت وأثرت بشكل سلبي على نفسيتها. واعتبر علوي أمراني أن تقاسم بعض الأحداث المؤلمة مع الأشخاص المحيطين من أقارب أو أصدقاء يساعد على التخفيف من وطأة الذكريات الحزينة، خاصة إذا كانوا يتمتعون بحكمة فهم يرشدون الشخص إلى طي صفحة الماضي والتطلع نحو المستقبل بنظرة تفاؤل. وكلما تمكن الشخص من معرفة المواقف التي تزيده شعورا بالحزن نتيجة استرجاع ذكريات معينة، ساعد ذلك، حسب علوي أمراني، على فتح نقاش حولها رفقة المقربين منه في محاولة للتخفيف من الأثر النفسي. ودعا علوي أمراني إلى ضرورة التعامل مع الذكريات الحزينة بشكل إيجابي وأن يستمد منها الشخص القوة للانطلاق وتحقيق الأفضل، خاصة حين يتعلق الأمر بفشل في الدراسة أو الزواج أو مشروع معين. ويعد التعايش مع الذكرى الحزينة خطوة مهمة في مسلسل التخلص منها، إذ يساهم الأمر في ضخ دماء جديدة في نفسية الشخص وتغيير طريقة تعامله مع أحداث باتت طي النسيان. ويعتبر التوجه إلى طبيب نفسي من بين الخطوات الأخيرة، التي يمكن اللجوء إليها إذا كان الشخص غير قادر على إيجاد حلول لتجاوز الذكريات الحزينة وأثرها النفسي، الذي يكون من تجلياته توتر علاقته مع محيطه بشكل عام. أ. ك