الداخلية تتبنى تصورا أكثر حداثة ومناهج احترافية في التكوين لمواكبة التحولات المجتمعية وجهت وزارة الداخلية تحذيرات صريحة إلى القياد الجدد من العبث بأوراش التنمية، منبهة إلى ضرورة التحلي بالقدرة على رفع التحديات وكسب الرهانات وبناء صرح التقدم الذي يقوده جلالة الملك، في سبيل خدمة المواطن. وذكر بلاغ للداخلية تزامنا مع حفل تخرج الفوج التاسع والخمسين للسلك العادي لرجال السلطة، الاثنين الماضي، أن المناسبة تعكس مدى الاهتمام الذي توليه الوزارة لتثمين مواردها البشرية، بشكل عام، ولمنظومة التكوين بالمعهد الملكي للإدارة الترابية على الخصوص. ومن جهته، أكد اللواء رشيد الحمري، مدير المعهد الملكي للإدارة الترابية بالقنيطرة، أن المعهد يسعى إلى تأهيل العنصر البشري ليكون في مستوى التحديات التي تفرضها خدمة المواطن، مبرزا في كلمة خلال الحفل الذي ترأسه عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، أن المعهد "ساهم، منذ إحداثه في 1964، في تكوين رجال سلطة ومفتشي الإدارة الترابية ومندوبي الإنعاش الوطني وأطر الأسلاك المتخصصة والعديد من الكوادر الإدارية المتحدرة من الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة، مما جعله يتبوأ صدارة المعاهد الوطنية المتخصصة في تكوين أطر الإدارة الترابية"، مضيفا أن "هذا الإشعاع يعود لانفتاح المعهد على محيطه الخارجي وعمله المتواصل على توفير نظام للتكوين، متنوع ومواكب لمحيطه، يعكس تفاعله المستمر مع مستجدات الساحة الوطنية والدولية". ولفت الحمري الانتباه إلى أن "التكوين العسكري يظل الخيط الناظم والقيمة المضافة التي يوفرها المعهد الملكي للإدارة الترابية، مما يمكن من التأثير الإيجابي والفعال في شخصية المتدربين عبر تطوير روح الاعتماد على الذات والانضباط وتحمل المسؤولية لديهم، فضلا عن ترسيخ قيم المواطنة وتعزيز روح الانتماء إلى الوطن"، مشيرا إلى أن المعهد سيعمل بشكل دؤوب على الاجتهاد من أجل تطوير منظومة التكوين به، بما يستجيب لمتطلبات الإدارة الترابية وتجويد الخدمات المسداة للمواطن، تنفيذا للتعليمات الملكية. وتشير أرقام الفوج الجديد إلى أن 91 في المائة من أفراده حاصلون على شهادات الماستر عند ولوجهم المعهد الملكي للإدارة الترابية في 2022. ويمثل المتخرجون، الذين يجسدون غنى وتنوع مختلف جهات المملكة، عددا من التخصصات الأكاديمية، 52 في المائة منهم ذوو تكوين قانوني، و44 في المائة ذوو تكوين في الاقتصاد والتدبير، و4 في المائة ذوو تكوينات علمية مختلفة. وحصل هذا الفوج من رجال السلطة الشباب، الذين لا يتعدى متوسط أعمارهم 27 سنة، في مجموعه، على 14,92 معدلا عاما سنويا، إذ بلغ أعلى معدل فردي 18,21 وأدنى معدل فردي 12,44. وأكد البلاغ السعي المتواصل لوزارة الداخلية بغية تحديث منظومة التكوين بالمعهد والرفع من قيمتها، بما يسهم في دعم القدرات المعرفية للمتخرجين والرفع من مستوى ممارستهم لمهام السلطة، ويروم الاستجابة لأولويات الارتقاء بأداء الإدارة الترابية وتحقيق مستلزمات النهوض بمفهوم الخدمة العمومية، التي ما فتئ يشدد عليها جلالة الملك في العديد من خطب جلالته السامية، والتي تستحضر ضرورات تأهيل الرأسمال البشري ورفع تحدي التكوين والتأهيل، معلنا مواصلة مصالح وزارة الداخلية تأهيل منظومتي توظيف وتكوين رجال السلطة، بناء على تصور أكثر حداثة ومناهج أكثر احترافية، بما يمكن من مواكبة التحولات المجتمعية ومسايرة التطورات التي تعرفها البلاد، تلبية لحاجيات المواطنين والاستجابة لتطلعاتهم. ياسين قُطيب