انبعاثات سامة تهدد مرضى وأطباء

لم تستسغ الأطر الطبية وشبة الطبية العاملة بوحدة تحضير الأدوية الكيماوية بالجناح 40 بالمستشفى الجامعي ابن رشد، التهاون الكبير في تغيير مصفيات (فلترات) الانبعاثات السامة والخطيرة، والاستمرار في اعتماد مصفيات منتهية الصلاحية منذ أكتوبر 2022، وما يسببه ذلك من أضرار خطيرة على صحة المرضى والعاملين بالجناح والمرتفقين. وقررت الأطر الصحية العاملة بالوحدة سالفة الذكر، أول أمس (الاثنين) اتخاذ قرار بالتوقف اضطراريا عن العمل، إلى حين استبدال أدوات الترشيح المهمة بالجناح المخصص لعلاج مرضى السرطان، والتي بدونها يكون كل من في فضاء المصلحة مهدد بالانبعاثات السامة الخطيرة. ودخلت الجامعة الوطنية للصحة، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين، على خط الفضيحة، معلنة قرار التوقف الاضطراري المؤقت، إذ وجهت، أول أمس (الاثنين)، إخبارا بموقف التوقف عن العمل والأسباب التي أدت إليه، كما أكدت أنها ظلت تراسل المعنيين بالأمر قصد التدخل واتخاذ ما يلزم، إلا أن نداءاتها ومراسلاتها لم تلق التجاوب. وأفادت النقابة الأكثر تمثيلية، في مراسلة وجهتها إلى المدير العام للمركز الاستشفائي ابن رشد، ومدير المستشفى ذاته ورئيسة الجناح 40 المخصص لمرضى السرطان، أن الأطر الصحية بوحدة تحضير الأدوية الكيماوية بالجناح 40، توقفت اضطراريا عن العمل بشكل مؤقت، نظرا لانعدام الشروط الأدنى والأساسية للقيام بمهامها. وعزت ذلك إلى أن الوحدة تعرف انبعاثات سامة وخطيرة ما يشكل تهديدا لصحة المرضى والمرتفقين والعاملين بهذه الوحدة. وعزت الجامعة الوطنية للصحة أسباب المخاطر إلى عدم تغيير المرشحات "الفيلترات"، في الوقت المحدد لها، إذ تم إهمال استبدالها في أكتوبر 2022، علما أن مدة صلاحيتها لا تتجاوز سنة واحدة حدا أقصى. وطالبت النقابة المخاطبين برسالتها التدخل العاجل واتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية لرفع الضرر وضمان جو ملائم للأطر الصحية العاملة بالوحدة لتأدية المهام المنوطة بها على أكمل وجه. وأوردت مصادر عليمة أن توقيف العلاجات لمرضى السرطان من شأنه أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، إذ أن كل تأخير عنها، سيما بالنسبة إلى من خضعوا لعمليات جراحية، ستكون له عواقب وخيمة، تدخل في خانة المسؤولية التقصيرية للمؤسسة العلاجية، بسبب انعدام التبصر وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، إذ لا يعقل أن يتم إهمال هذه الأدوات التي تعد ضرورية في مثل هذه الأقسام التي تشتغل بالأدوية الكيماوية، وإلا لأدت انعكاسات الانبعاثات السامة إلى الإضرار بالأطباء والممرضين والمرضى والمرتفقين، وبالتالي تكون للتقصير في الحرص على استبدالها قبل انتهاء صلاحيتها، مخاطر لا حصر لها. وليست هذه الصورة الوحيدة للإهمال بالمستشفى الجامعي ابن رشد، إذ سبق أن شهدت أيضا تقصيرا في صفقة توريد معدات تقويم الكسور، ذلك أنه لم يتم الإعداد لها والإعلان عنها قبل انتهاء عقد الشركة نائلة الصفقة السابقة، ما أدى إلى توقف خدمات الشركة المعتمدة، وأجبر المرتفقين على البحث خارج المستشفى عن المعدات لاقتنائها. كما امتد التقصير إلى مصلحة التحاليل، التي أصيبت، في وقت سابق بالشلل، رغم وجود صفقة عمومية بمبالغ ضخمة لتوفير التحاليل البيولوجية، إذ عانى المرضى وذووهم من تلك الوضعية، التي أرقت حتى الأطباء والممرضين، بسبب انعدام ظروف ووسائل العمل في واحد من أكبر مستشفيات المملكة. ي. ق

انبعاثات سامة تهدد مرضى وأطباء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

النصب بشركات وهمية

الحفظ في ملفات تأديب قضاة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات