ارتفاع الجريمة والتهديدات الإرهابية جعل باريس في ورطة قبل الألعاب الأولمبية زادت المخاوف الأمنية بالعاصمة الفرنسية باريس، قبل شهر ونصف شهر على انطلاق أكبر تجمع بشري في العالم، متمثلا في الألعاب الأولمبية الصيفية، بعدما عثر الأمن الفرنسي على خمسة توابيت مجهولة، تحت برج إيفل. وارتفعت الجرائم والتهديدات الإرهابية مع اقتراب افتتاح الألعاب الأولمبية، آخرها النعوش التي وجدت تحت برج إيفل، والتي أكدت السلطات أنها كانت مغلفة بالعلم الفرنسي، ومملوءة بالجص وعليها عبارة "جثامين جنود فرنسيين قتلوا في أوكرانيا". واعتقل الأمن الفرنسي ثلاثة أشخاص، أحدهم بلغاري والثاني أوكراني وثالث ألماني، وحسب قنوات فرنسية، فإن السلطات تشك في تورط دولة أخرى في هذه القضية. وسبق لماكرون التأكيد على أن روسيا تعمل من أجل إفشال تنظيم الألعاب الأولمبية، بل وأكد أن بلاده في مفاوضات من أجل أن تمر التظاهرة العالمية الضخمة في ظروف أمنية سليمة. وتوالت في الأيام الماضية الحوادث الإجرامية بباريس، من إطلاق نار في الشارع العام وطعنات وجهت لمارة في أكبر شوارع العاصمة الفرنسية، ما يرفع المخاوف بخصوص حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، المقرر إقامته في الهواء الطلق لأول مرة، على نهر "السين"، غير أن ماكرون شدد أن هناك خطة بديلة يمكن اللجوء إليها إذا تبين أن الأمر خطير أمنيا. ورغم اتهامه لروسيا في الوقوف وراء ارتفاع معدلات الجريمة والتهديدات الأمنية بباريس، واصل ماكرون ما اعتبر "استفزازا" لموسكو، إذ تطرق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لإمكانية إرسال أسلحة وجنود فرنسيين لمحاربة الروس في الجبهة الشرقية بأوكرانيا. ولم يقف ماكرون عند هذا الحد، بل استقبل نهاية الأسبوع الماضي، في قصر "الإليزي"، المعارضة الروسية في المنفى يوليا نافالنيا، مكررا تنديده بـ "الوفاة غير المبررة" لزوجها أليكسي نافالني. وذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس "كرر تعازيه إلى يوليا نافالنيا إثر الوفاة غير المبررة لأليكسي نافالني، حين كان مسجونا في روسيا، في 16 فبراير 2024". وأضافت، في بلاغ، أن ماكرون، "حيى ذكرى أليكسي نافالني والشجاعة التي تحلى بها في حياته، خلال معاركه ضد الفساد ومن أجل حرية التعبير". واعتبرت بعض التحليلات الإعلامية الفرنسية، أن ماكرون يرغب في لعب ورقة التهديدات الأمنية الروسية للألعاب الأولمبية، لتأجيل انطلاقها على الأقل، بحكم الصعوبات التي تعانيها البلاد ماليا، لتوفير مبالغ قياسية لإنجاح حفل الافتتاح والتظاهرة، بعدما تبين للسلطات أن ذلك سيكلف فرنسا ثمنا باهظا. العقيد درغام