أقر وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، بأن ارتفاع معدلات التمدرس لم يواكبها تقدم في جودة التعليم، بل إن بلمختار ذهب خلال انعقاد مجلس الحكومة الأخير إلى القول بحدوث تراجع في هذا المجال، رغم أن المغرب انتقل من نسبة 57 في المائة بالنسبة إلى معدل التمدرس، إلى حوالي 98 في المائة حاليا، معتبرا هذا الوضع من أبرز الاختلالات التي تعرفها منظومة التعليم.ونبه وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، أثناء عرضه لمحاور المقاربة المقترحة لإصلاح المنظومة التربوية والتدابير ذات الأولوية، الذي قدمه أمام أعضاء الحكومة، إلى ضرورة العمل على الارتقاء بجودة التعليم خاصة في المجالات المرتبطة بنظام النموذج البيداغوجي، كالتعلمات الأساسية، والتحكم في اللغات والإعداد للاندماج في الحياة المهنية، بالتوازي مع اعتماد مختلف التدابير الكفيلة بصيانة هذا المكتسب المرتبط بتعميم التمدرس.وتوقف بلمختار أيضا في هذا الإطار عند القضايا المتعلقة بالعرض المدرسي، أساسا ما يتعلق منها بالتعليم الأولي، وإشكالية الهدر المدرسي وظروف استقبال التلاميذ، والاختلالات المتعلقة بالموارد البشرية وبالحكامة، فضلا عن القضايا المرتبطة بدور تكنولوجيا الإعلام والاتصال في منظومة التعليم، ليقرر مجلس الحكومة تعميق مناقشة عرض الوزير في اجتماع لاحق له.ومن جهة أخرى، ذكر بلمختار بنتائج المشاورات الموسعة حول المدرسة المغربية، التي قال إن الهدف منها كان تحليل اختلالات منظومة التربية والتكوين واقتراح الحلول الممكنة لتجاوزها، مبرزا أنها عرفت مشاركة أزيد من 100 ألف فاعل من مختلف المتدخلين المعنيين في العملية التربوية، وأزيد من 6000 مؤسسة تعليمية، 50 في المائة منها تقريبا تنتمي إلى الوسط القروي و15 في المائة منها تمثل القطاع الخصوصي. وخلصت هذه العملية التشاورية الموسعة إلى اعتماد مشروع رؤية مستقبلية للمدرسة الجديدة، مع اقتراح عدد من التدابير لرفع نجاعة وفعالية المنظومة المدرسية من جودة التعليم وتحقيق الاندماج بين التربية الوطنية والتكوين المهني، وتحسين وتقوية التمكن من اللغات والتواصل وأيضا تخليق المدرسة الوطنية.هجر المغلي