قال مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح" إن الشخصية التي تبدي تشاؤما تجاه جوانب مختلفة من الحياة تعاني اضطرابا. "غالبا ما ينتج التشاؤم عن الإصابة باكتئاب حاد وتفكير سلبي"، يقول علوي أمراني، موضحا أنه لحسن الحظ هذه الشخصيات تعتبر نسبتها قليلة جدا في مجتمعنا. وأوضح علوي أمراني أن التشاؤم صفة يمكن أن يشعر بها جميع الأشخاص، لكن بدرجات متفاوتة تبعا للأحداث والمواقف التي تتم مواجهتها. "أصبحنا نلاحظ في الآونة الأخيرة أن بعض الأشخاص يعانون علامات التشاؤم نتيجة أحداث كثيرة، مثل تفشي جائحة كورونا والكوارث الطبيعية مثل زلزال الحوز"، يقول علوي أمراني، موضحا أن ذلك يكون بشكل مؤقت عند كثيرين وليس مستمرا، إذ بمجرد تغير الأوضاع إلى الأفضل تتم استعادة النظرة التفاؤلية لمختلف مناحي الحياة. "إن الإنسان بطبعه يميل إلى نوع من التشاؤم الناتج عن الخوف من مواجهة أخطار معينة، لذلك يبدي ترددا كبيرا بشأن اتخاذ قرارات معينة"، يقول علوي أمراني، مضيفا "لكن أن يتحول التشاؤم إلى صفة دائمة، فذلك أمر غير مقبول". وتتأثر علاقات الشخصية المتشائمة سلبا مع محيطها المهني والعائلي، حسب علوي أمراني، إذ يبدي كل من حولها رفضا لنظرتها السلبية للحياة. "إن الشخصية المتشائمة فعلا تعتبر مرهقة ومتعبة لمن حولها"، يقول علوي أمراني، مضيفا أن الجميع يجد صعوبة كبيرة في التواصل معها لأنها تصر على رأيها بشأن أمور معينة. واعتبر علوي أمراني أن الحالات التي يكون فيها التشاؤم مؤقتا نتيجة تجارب معينة مثل فشل الزواج أو الفشل في تجربة مهنية، فذلك من الصعب التخلص منه، بينما الشخصيات المتشائمة باستمرار تحتاج إلى متابعة من قبل مختص نفسي حتى تغير نظرتها السلبية للأمور. أمينة كندي