شراء القروض وتوحيد الأقساط… آخر دواء

بالنسبة إلى اللوحات الإشهارية والحملات الإعلانية، "تجميع القروض"، هو حل مغر، بموجبه تمكن شركة القروض زبونها من سلف جديد، حتى لو كانت أجرته، لم تعد تسمح باقتطاع أقساط جديدة بسبب قروض سابقة، وبالنسبة إلى المستهلك، فهو آلية لاقتناء كل ما ترغب فيه النفس دون أدنى ادخار، فامتلاك شقة عن طريق الاقتراض، لم يعد يمنع من امتلاك سيارة عن طريق الاقتراض، والقيام بالتجهيز بموجب قرض استهلاكي جديد، رغم أن قرض السيارة والشقة تأتي أقساطهما على نصف الأجرة الشهرية.تبدو العملية واحدة من معجزات العصر، فـ"قبل سنوات كانت البنوك ومؤسسات القروض، تقبل على مضض تجميع ديون زبون في قرض واحد وإعادة جدولة الأقساط على مضض، وتفاديا، فقط، للمساطر القضائية، واليوم صارت هذه المسطرة منتوجا تجاريا يحتل واجهة إستراتيجيات التسويق لهذه الشركات، ببساطة إن قانون العرض والطلب، مرة أخرى، سخي حد الإعجاز"، يقول إطار تجاري بإحدى مؤسسات السلف بالدار البيضاء، متحدثا عن واحدة من آخر صيحات تشجيع الموظفين والمستخدمين على الإقبال على "الكريدي".في الأصل، كانت هذه الإمكانية مسطرة لا يستفيد منها لدى شركات القروض إلا «الغارقون في الكريدي» ممن يواجهون صعوبات في الدفع، وكفرصة ثانية بدل توظيف المسطرة القضائية ضدهم، لكن قبل حوالي خمس سنوات، وأمام اشتداد المنافسة بين شركات القروض، وعملها على ابتكار عروض جديدة، تحول «شراء الكريدي» كما يعرفه المواطنون أو «تجميع القروض» كما يسميه مهنيو هذه الشركات، إلى منتوج قائم الذات، مغر، ويفتح شهية الاقتراض. فكيف تتم العملية؟حسب مدير تجاري لإحدى الشركات، «تقوم مؤسسة القروض بإعادة شراء مجموع أو جزء من ديون الزبون لتجميعها في قرض واحد تعاد جدولته»، وبصفة عامة، «يمكن لكل الشرائح الاجتماعية اللجوء لإعادة شراء القروض، يحدد التاريخ، المدة ومبلغ الأقساط الشهرية حسب حاجيات الزبون». ومن أشهر النماذج، ذلك المتعلق بفرع معروف متخصص في القروض تابع لأحد البنوك الكبرى، فمثلا بالنسبة لزبون، استفاد من قرض لشراء سيارة، ويبلغ مجموعه أكثر من 62 ألف درهم، يدفع عنه قسطا شهريا يناهز ثلاثة آلاف درهم، كما استفاد من قرض ثان شخصي قدره 32 ألف درهم، يدفع عنه قسطا محددا في حوالي 500 درهم شهريا، بالإضافة إلى قسط شهري يبلغ 250 درهما عن قرض سابق يناهز خمسة آلاف درهم، كما أنه يدفع حوالي 450 درهما قسطا شهريا عن قرض تجهيز مجموعه أكثر من 100 ألف درهم.وعندما سيكون مجموع المبالغ التي يدين لها لمؤسسات القروض حوالي 110 آلاف درهم، ويصل مجموع الأقساط إلى 4500 درهم شهريا، فهذا لم يعد يعني نهاية الحياة، لأن بإمكانه الاستفادة من قرض جديد لدى شركة جديدة، قد يصل إلى 20 ألف درهم، وكل ما ستقوم به الشركة هو اقتناء القروض السابقة من كل الشركات الدائنة، ليكون قرضا واحدا مجموعه حوالي 130 ألف درهم وسينخفض القسط الشهري المقتطع من الأجرة إلى 2500 درهم شهريا. وفيما تعتبر شركات القروض أن «الهدف من إعادة شراء القروض واضح هو تحسين الوضعية المالية للمقترض»، ذلك أنه «حل يمكن من إعادة هيكلة القروض والربح على مستوى القدرة الشرائية عبر أداء قسط شهري موحد»، يؤكد خبراء حماية المستهلك أن ابتكار شركات الاقتراض لمنتوجات مثل هذه، يدخل ضمن ما هو معتاد «خلق رغبة جامحة لدى المستهلك للقيام بشراءات غير ضرورية ودون روية»، فـ»تسهيلات منح القروض تنتهي غالبا بالعجز عن الوفاء وما يصاحب ذلك من آثار اجتماعية مدمرة خاصة بالنسبة إلى أصحاب الدخول الضعيفة». امحمد خيي

شراء القروض وتوحيد الأقساط… آخر دواء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب يجرم الالتحاق بالجماعات الإرهابية

الوصلات الإشهارية للقروض... فخاخ على الطريق

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات