الأمم المتحدة تتشبث بمواصلة الجهود من أجل حل واقعي للنزاع أكد محمد سالم عبدالفتاح، المحلل السياسي أن زيارة زعيم الكيان الانفصالي إلى نيويورك، واستقباله من قبل أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، يأتي في سياق الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي، على الجبهة الانفصالية، لوقف تعنتها تجاه الوساطة الأممية، وعدم احترام القرارات الأممية، خاصة المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار، ودعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام، من أجل استئناف المسلسل السياسي، عبر الموائد المستديرة، من أجل التوصل إلى حل سياسي واقعي ومتوافق عليه، انطلاقا من مبادرة الحكم الذاتي. وأوضح عبد الفتاح، رئيس المرصد الوطني للإعلام وحقوق الإنسان، أن بوليساريو من خلال مناوشاتها العسكرية، وإعلان الحرب، تقوض جهود الأمم المتحدة، وتضرب السلم في المنطقة، مشيرا إلى رفض بوليساريو الحضور في آلية الموائد المستديرة، ووضع العراقيل أمام قوات بعثة "مينورسو" الأممية. ولم يجد بنبطوش، دمية النظام الجزائري، خلال مباحثاته مع غوتيريش، غير ترديد الأسطوانة المشروخة، بـ" تصفية الاستعمار" و"تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال"، في تجاوز لكل التطورات الملف، على صعيد الأمم المتحدة، وفي واقع الأقاليم الجنوبية الذي يؤكد نهاية جمهورية الوهم، بعد الاعتراف الأمريكي والإسباني بمغربية الصحراء، وتوالي سحب الاعتراف بالكيان الوهمي من قبل عشرات الدول، آخرها البيرو. وأوضح عبد الفتاح، في حديث مع "الصباح" أن بوليساريو تعرقل عمل البعثة في المنطقة العازلة، وترفض الترخيص لفرقها بزيارة المقرات العسكرية للجبهة، وهي ممارسات، تسير كلها في اتجاه معاكسة الجهود الأممية، من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل الذي تقف وراءه الجزائر. ويندرج استقبال غوتيريش ودي ميستورا لإبراهيم غالي، زعيم الكيان الانفصالي، في سياق التحضير للتقرير الخاص بالصحراء المنتظر تقديمه في أكتوبر المقبل أمام مجلس الأمن، والذي سيعطي صورة عن نتائج المباحثات والزيارة الأخيرة للمبعوث الشخصي للأمين العام إلى المنطقة. وأوضح المحلل السياسي، أن زيارة غالي للأمم المتحدة، جاءت بعد زيارة جوشوا هاريس، نائب مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية إلى المنطقة، الذي أكد رفض المجتمع الدولي لما أسماه المقاربات غير الواقعية. وأوضح أن لقاءات دي ميستورا مع الفعاليات والمنتخبين والقبائل الصحراوية في العيون والداخلة، ومعاينته للمجهودات التنموية الكبرى في الصحراء، كل ذلك لا بد أن ينعكس على تقرير الأمين العام المنتظر في أكتوبر المقبل. واستهجن المحلل الصحراوي طروحات الجبهة، المتجاوزة، أمام المواقف الإيجابية للمغرب، من خلال التعاون المثمر مع الأمم المتحدة، واليد الممدودة التي طرحها ملك المغرب للمصالحة مع الجزائر، والتي تقابل بعراقيل الطرف الآخر، والتي لا تزيد سوى في انتشار التوتر وتدهور الوضع الأمني بالمنطقة، من خلال نشاطات الجماعات المتطرفة. برحو بوزياني