استمرار العشوائي وتعقد عمليات الترحيل في برنامج كلف أربعة آلاف مليار قررت فرق برلمانية من المعارضة، تشكيل لجنة استطلاع برلمانية لتقصي حقائق برنامج مدن بدون صفيح، الذي صرفت عليه الحكومات المتعاقبة 40 مليار درهم، أي 4 آلاف مليار سنتيم، منذ 2004، للوقوف عن كثب على حقيقة ما جرى على أرض الواقع وأسباب تعثر إنهاء البرنامج منذ 10 سنوات، وفق ما أكدته مصادر "الصباح". وهزمت "البراكة" الحكومات المتعاقبة، واستمرت في الانتشار رغم وجود مراقبة صارمة من قبل أعوان السلطة، وترويج فكرة استعمال نظام "جي بي إس"، والأقمار الاصطناعية لمحاربة بناء السكن القصديري والعشوائي في مدن البيضاء وسلا والصخيرات وتمارة ومراكش وكرسيف والعرائش. وقالت المصادر إن البرلمانيين عزموا فتح هذا الملف الشائك بعدما ملوا من تلقي أجوبة غير مقنعة من لدن وزراء القطاع، ردا على أسئلتهم الشفوية، وعدم فك لغز تقاذف المسؤوليات بين وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني، والداخلية، لتدقيق من له سلطة تدبير المجال الترابي، وبين المنتخبين ورجال السلطة، لتحديد المسؤوليات فيمن سمح بانتشار مدن القصدير، رغم توقيع 179 اتفاقية للقضاء على "البراكة" والبناء العشوائي في 70 مدينة لتتطور الأمور وتصبح 85 مدينة، ما يعني وجود خلل كبير في مجال التعمير وسياسة المدينة. وسيتقصى البرلمانيون، حسب المصادر نفسها، وضعية المرحلين من السكن العشوائي إلى الشقق بالعمارات في الجانب المالي والوضع الاجتماعي، بسبب تكاثر الشكايات لفقدان العديد منهم حرفهم فأصبحوا يمتهنون التسول. وتأسفت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة التعمير وإعداد التراب الوطني والإسكان وسياسة المدينة، لعدم القضاء على مدن الصفيح منذ سنوات خلت لحظة انتهاء البرنامج الوطني، وقالت إنه مطلوب منها توفير مساكن لإيواء 150 ألف أسرة، مؤكدة "تفريخ البراريك من جديد وانتشارها"، متهمة البعض بالتلاعب في هذا المجال واصفة إياهم بالمرتزقة، وأنها عازمة على محاربة الإرث الثقيل في هذا المجال، وذلك في إحدى جلسات البرلمان. وأقرت المسؤولة الحكومية، بوجود إكراهات، منها الانتشار المستمر لدور الصفيح، وإشكالية الإحصاء التي تتمثل في ظهور أعداد جديدة قاطني هذه الدور، ونقص في الوعاء العقاري في المدن الكبرى أساسا، وقالت بهذا الخصوص "لم نجد الحلول المناسبة لحد الآن، بينما العقار يتقلص يوما بعد يوم في المدن الكبرى، علاوة على ضعف القدرة الشرائية للسكان، وضعف الالتقائية بين الشركاء". أحمد الأرقام