أكد مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح" أن اختيار بعض الأشخاص على العيش في الماضي من خلال الاسترجاع المتواصل واليومي لمجموعة من الذكريات والأحداث يعكس حالة مرضية. "كلما أصبح مبالغا فيه، فإن الأمر يكون له سلبيات كثيرة على نفسية الشخص، مادام يصعب عليه الخروج من دائرة أحداث معينة وقعت في الماضي"، يقول علوي أمراني، مؤكدا على أن ذلك يتطلب متابعة من قبل مختص. واسترسل علوي أمراني أن الحديث عن الماضي من خلال أحداث خلفت صدمة كبيرة يعتبر أمرا يحتاج إلى الانتباه إليه، كما يعد من أكثر سلبيات العيش في الماضي. "يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى مساعدة من قبل محيطهم كلما تعلق الأمر بتكرار حديثهم عن صدمات ارتباطا بالماضي"، يقول علوي أمراني، مشيرا إلى أنه رغم محاولة بعض الحالات التظاهر أن الأمر لم يؤثر عليها إلا أن العكس هو ما يحدث ويكون عائقا أمام السير نحو الأمام. ويجد الشخص صعوبة في الخروج من الماضي، الذي يستحوذ على تفكيره، خاصة حين يتعلق الأمر بأحداث سيئة، ليجد نفسه محاصرا ولا يستطيع تحقيق أي تقدم. ويؤدي الحديث في أحداث وصدمات الماضي، حسب علوي أمراني إلى ارتفاع الشعور بالحزن والأسى، ما يتطلب علاجا نفسيا. واعتبر علوي أمراني دور محيط الشخص الذي يعيش في الماضي مهما جدا من أجل مساعدته على التخلص من ذلك، سواء عن طريق توجيهه أو عن طريق إرشاده للاستعانة بمختص. وعن الشخص الذي يتذكر الماضي ويكون تركيزه فيه على الأحداث والوقائع الجيدة، فإن ذلك أمر إيجابي، حسب علوي أمراني، مؤكدا "بل حافز في كثير من الأحيان على مواصلة العطاء". أ. ك